الأستاذ والكاتب الصحفي محمد الشيخ ولد سيدي محمد يكتب: بناء نظام أيقونة الاجماع الوطني

جمعة, 09/18/2020 - 13:09

الاخبار ميديا /  كان حكيم النضال من أجل استقلال الأمة الهندية الماهاتما غاندي المحارب الهادئ لمجامع الطغاة والغلاة والغزاة ، إذا خرج من صومه وصمته قال: (يرموننا بالحجارة فنجمعها ونبني لهم منها بيتا اسمه المحبة) ويرى أبو علم الإجتماع ابن خلدون أن الطغاة المستبدين يجلبون الغزاة، وأن الخنوع لهم سبب لزوال الدول وانهيار المنظومة الأخلاقية التي تحكم كل مائة سنة، ويقول : "الناس في السكينة سواء فإذا امتحنوا ظهرت حقيقتهم في الأقوال هذرا وفي الإنكسار تشدقا" ليس هناك داء أو وباء أشد على الأمة من الاستبداد والاستكبار، فاذا تحول هذا (الرافد إلى السلطة العمومية) إلى قصور وصروح، وخرج يلوك بعنجهية على رؤوس الأشهاد (ما أريكم إلا ما أرى) سمي تجارة (تنازع البقاء)، و من حول السلطة والحزب إلى (دكان صيرفة ) أفسد كلا من السياسة والإدارة، وكما يقول علي كرم الله وجهه (عندما سكت أهل الحق عن الدفاع عن حقهم، توهم أهل الباطل أنهم على حق) لقد كانت الحملة الرئاسية الاخيرة فاضحة ل"العش"، عش المأمورية الثالثة التي لم تكن أولوية الموريتانيين بالإجماع؛ تتذكرون صرختنا ((لاأولوية للمأمورية، ولا مصلحة في تغيير الدستور)) ، ومن الذكرى التي تنفع المؤمنين، أننا صدحنا "وعجل السامري يعبد ويطاف به"، ((موريتانيا لا تقاد برأسين ولا تنطق بلسانين ، والحل رئيس يؤمها في صلاة التراويح)) كان السيل قد بلغ الزبى، وكان الأحرار والندامى في الحلبة، قد تمايز الفسطاطان ، عين ترنو إلى عصر (بريق الذهب والغاز)، وعيون ترنو إلى وطن يوشك أن يكون ملكا لملك ملوك افريقيا (وطن الأوهام والأسلاب) اختار الموريتانيون يومها، القوة الهادئة، والخروج الآمن، والنهوض المجمع على نجاعته فكان الإلهام ، وكانت بركة سنة من محاربة الأوبئة وودع شعبنا ثالوث "القحط، والشح، والحَشْ" زالت "فاتورة الشتائم"، ونكص بناء "الهرم"، واستيقظ (سفير الوهم على قراءة مذكراته يضرب أسداسا بأخماس))!؟ عبر ستين سنة لحق ببلدنا عار نظام الفرد وعبادة الفرد وعدم محاسبة من سطا على القيم والثروة والسلطة وهذه المشتركات الثلاثة بسبب الخوف من المجهول والعمل بنظرية عفا الله عن كل ما سلف ، خلال حقب من شد ومد الحبل ، كانت قوة من يقود السلطة في موريتانيا اليوم ، أنه بصير ومبصر بأحوال المرعى ومن يجول فيه، ومن يحوم حوله. يرمونه بالحجارة فيجمع لهم الود والابتسامة وينظر بحكامة وحكمة، فتنكسر الأقواس وترتد السهام، ويكون بصر الشمقمق حسيرا يكاد يسطو بنفسه، وتلك حالات أحوال من الزيف مرت الآن كلمح البصر ، تحتاج إلى فيلم توثيقي، منها ماكان قبل 2003 ومنها مامر 2005 ومنها ما تعرى 2008 ومنها ما احدودب ظهره ، وانسلت أكتافه 2019، قد يكون الإستثناء مبررا مع من كتم نفسه رشدا أو نصحه عقلاء، فترك السفينة بجرارها التي كسرت، وبجراحها التي فتحت ، كي يلتئم ما انخرم بسبب مرحلته، ذلك شأن المرحوم والمنفي والمريض والعاطل الفقير من رؤساء حقب التجاذب. أما بناء الصروح و نكي الجروح والتطاول بخيلاء وبلا حياء على دولة المؤسسات وورش الإصلاح بصوت مبحوح، فهو كمن يرمي حجارة على جبل وينادي من وراء السور في خمش للوجوه من شدة الخبل ، لحن الحياة ومادة الاحياء التي يقدمها عهد ترجمة التعهدات إلى منارات المؤاخاة والإنصاف وبرلمان يساءل ويحقق، وقضاء يدقق ويقرر ، وحكومة تعمل برفق ، وقطاعات خدمة عموميةً تنتج وتمول ، هو لحن يتوق شبابنا الى أن يكون مزارع وجامعات ومساجد ومصانع تحقق آليات التشغيل والإكتفاء الذاتي وإصلاح القلوب وعمارة الأرض والعقول... لقد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة هذا النبي صلى الله عليه وسلم ما غزى غزوة إلا ورى بغيرها، وما خرج من طريق الى صلاة عيد إلا عاد من غيرها ، ومانام عن وتر، وما خدع مرتين، وما استغضب إلا ثبت، وماجهل عليه إلا انتقم بتجاهل الجاهلين عليه، ومادعي إلى حلف رفع ظلم إلا أجاب الداعي، وما استنفر إلا نفر، وما سيم إلا جيش وانتصر وما أراد به بنو قريظة سوءًا إلا دك الأعناق واجتث وادي النخيل وقال لا يجتمع دينان بجزيرة العرب والله يا مسيلمة لو سألتني عودا من أراك لما اعطيتك إياه.... الحلم أناة ولكن الأناة سيف بتار ويد ندية معطاء وعقل وقاد وعدل يستقيم وقول سديد أو صمت لا يفل كالحديد. هذا عصر الإجماع ونفي التفرقة والشحناء وكل حروب الوكالة والبغضاء. أسلم تسلم