تحية تقدير للفارس المغوار، النائب محمد بوي / سيدي علي بلعمش

ثلاثاء, 11/10/2020 - 12:59

 

الأخبار ميديا /  رغم عناد الحصان و صراخ الغيرة على الهوية، لم يتفوه بكلمة نابية اتجاه الوزير و لا رئيس الجلسة و لا أي آخر..
لم يطالب بسوى ما يقره القانون و الدستور بالنص الصريح ، من احترام "ملزم" للغات الوطنية.
لم يطلب من رئيس الجلسة سوى إعطائه نقطة نظام لتبرير انسحابه إذا أصر الوزير على الحديث بلغة الإساءة الدائمة للإسلام و لغة المستعمر و العدو التاريخي للإسلام و العرب و الأفارقة.
حاول رئيس الجلسة أن يوقعه في تهمة التعصب للعربية فقاطعه بجسارته المعروفة "لن تشوه موقفي ؛ لا أريد منه سوى أن يتكلم بلغة آبائه و آبائنا و أجداده و أجدادنا البولارية"
حاول رئيس البرلمان أن يبحث له عن مخرج لا يريده: "قلت إن الوزير إذا تكلم بالفرنسية ستنسحب" فرد عليه بوضوح "نعم، إذا تكلم بالفرنسية، سأطلب نقطة نظام، هي من حقي، أشرح فيها سبب انسحابي و أنسحب"..
لا شيء من كل هذا الوضوح و التواضع و الالتزام ، شفع للنائب المغوار محمد بوي، للحصول على نقطة نظام لتبرير انسحابه، هي أقل حقه ..
لم يهز موقفه التهديد بإخراجه بالقوة و لا تعصب و صراخ المدافعين حد المسخ، عن فرض الفرنسية رغم أنف الدستور و القانون و الشعب و لا تلويح رئيس الجلسة بإلغائها أو تعليقها : "أنا مستعد لكل شيء ، افعلوا ما تشاؤون"
كان ثابت الموقف .. واضح الرأي .. مسكت الحجة.. سليم المنطق .. بليغ التعبير .. شامخ الرأس .. عزيز النفس: لله درك من فتى لم يبتغ العزة بغير الإسلام فأعزه الله..
رغم أن الأجيال الإفريقية الصاعدة بدأت تنتفض في كل دولها ضد احتقار الفرنسيين للأفارقة.. ضد استعمارهم المستمر للقارة.. ضد ما خلفوا فيها من حروب أهلية و بينية .. ضد نهب خيراتها .. ضد فرض الفرنك (CFA) الذي ستتحول فرنسا بعد استبداله بعملة غرب إفريقية موحدة، من القوة الافتصادية الخامسة في العالم إلى السابعة و العشرين، رغم كل ما كان هذا مجرد جزء طفيف منه، ما زال عجائز القارة يعبدون هذه القوة الشيطانية بتصوف مذهل ، عجز الجميع عن إدراك حقيقة كنهه !!؟
95% من حملة الشهادات الفرنسية العالية بتفوق و من أعتقد الجامعات و المدارس و المعاهد العالية الفرنسية، في موريتانيا من البيظان ، لا العكس، كما يتصور البعض ..
فلماذا لا نجد من بينهم من يدافع عنها بأقل من هذه الاستماتة؟
حاول رئيس البرلمان أن يجعل من العادة قانونا.. أن يجعل من التمسك بالحق تمردا.. أن يجعل من الترجمة بديلا للكرامة، فكان جزء من المشكلة بدل أن يكون جزء من الحل. و ظل الفارس المغوار شامخ الرأس .. عصيا على التهديد و الانقياد : لك أنت وحدك أرفع قبعتي عاليا عاليا.. لك أنت مجد اللحظة و ضريبة المجد .. و لك أنت (...) لك أنت طول العمر.
لا نامت أعين الجبناء