الفرقة أضاعت الفرصة / المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

أحد, 05/16/2021 - 12:20

 

منذ سنة ١٩٤٨م تصدت الجيوش العربية المصرية والأردنية والعراقية والسورية واللبنانية ، التي دخلت الحرب متفرقة دون تنسيق أواستراتيجية واضحة ، ولكل منهم أجندته المستقلة كما هو حال العرب اليوم ، رغم معرفة بريطانيا بحقيقة العلاقات بين الدول العربية التي يشوبها الشك والريبة والصراع على زعامة العالم العربي.

كل تلك الأسباب أدت الى هزيمة العرب هزيمة مخزية ولازالت آثارها حتى اليوم ، دون أخذ العبرة والاستفادة من دروس النكسات المتكررة ضد العصابات الصهيونبة المسلحة بدعم الحكومة البريطانية وتخطيطها منذ مؤتمر لندن سنة ١٩٠٧م الذي عقدت فيه مؤتمر في لندن جمعت فيه الدول الاستعمارية العربية وهي:

بريطانيا / وفرنسا / هولندا / بلجيكا إسبانيا / إيطاليا برئاسة السير هنري كامبل بنرمان .

وبحجة إيجاد قومية غير عربية تتواجد في فلسطين لحماية قناة السويس المجرى الدولي للملاحة العالمية وذلك بالإتفاق مع قيادات الصهيونية ليتم إصدار قرار بدعم العصابات الصهيونية للإستيلاء على فلسطين للمحافظة على إستمرار الملاحة العالمية في قناة السويس .

ثم أعقب مؤتمر لندن وعد بلفور في ٢/ نوفمبر /١٩١٧م موجه الى ليونيل روتشيلد برسالة دعم الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لإسرائيل تطبيقا لمقررات مؤتمر لندن وقد صدر ذلك الوعد بعد إتفاقية الأمير فيصل ممثل ملك الحجاز مع حاييم وايزمان التي وقعت سنة ١٩١٥م الذي كان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية التي تعطي لليهود تسهيلات في إنشاء وطن قومي في فلسطين والإقرار بوعد بلفور حسب إتفاقية باريس سنة ١٩١٩م ، وكانت الاتفاقية تتضمن مايلي :

أ- إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بأعمال بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمان ممثل المنظمة الصهيونبة  والقائم نيابة عنه  يُدركان القرابة الجنسية  والصلات القديمة بين العرب والشعب اليهودي  ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية في إتخاذ  أقصى ما يمكن من التعاون في سبيل الدولة العبرية  وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد إتفقا على المواد التالية :

١- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول الى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما

٢- تحدد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرةً الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين

٣- عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ من شهر نوفمبر ١٩١٧م.

٤- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها بأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الواسع والزراعة الكثيفة ولدى إتخاذ هذه الإجراءات يجب ان تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوهم في سيرهم نحو التقدم الإقتصادي .

٥- يجب أن  لا يسن نظام او قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقيدة الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفضيل ويجب ألا يطالب  قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.

٦- ان الأماكن المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.

يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالإتفاق والتفاهم لتأمين جميع الأمور التي شملتها الإتفاقية لدى مؤتمر الصلح .

كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال الى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن اليوم الثالث من شهر يناير ١٩١٩ م .

فلينظر الواهمون والحالمون بشعارات العروبة ووحدة المصير العربي أن العرب تعاونوا مع الصهيونية منذ سنة ١٩١٩م واعترفوا بحقهم في فلسطين بل وأكثر من ذلك ما أقرته اتفاقيه ١٩١٩م المذكرة أعلاه من ضرورة تعاون الدول العربية في مساعدة الصهاينه وتذليل العقبات للمهاجرين اليهود وتقديم كل الدعم لهم ليستقروا في فلسطين.

فإلى أين نحن ذاهبون؟

أليس من المنطق أن يتوحد الفلسطينيون؟

فليس هناك مبرر وطني أو سياسي يخدم الحقوق الفلسطينية في تفرق قوى الشعب الفلسطيني التي أدت الى ضياع أكثر من ثلاثة ارباع الحقوق المعترف لهم بها دوليا .

لماذا لا يحشدون الدول العربية ودول العالم بطلب واحد لاث اني له تدعمه وحدة الشعب الفلسطيني؟ وتكليف الدول العربية بمطالبة مجلس الأمن بتطبيق جميع قرارته على ارض الواقع وخاصة قرار ه رقم ٢٤٢ وقرارت الامم المتحدة الخاصة باللاجئين ليتحقق السلام الحقيقي، وهذه فرصة يجب التركيز عليها حتى لا تضيع كما ضاع غيرها من الفرص الكثيرة نتيجة للخلافات الفلسطينية وعدم وضوح الرؤية لديهم ، ويعقد المشكلة لديهم تفرقهم وصراعهم فيما بينهم بما يحقق لإسرائيل توظيف خلافاتهم في سبيل أمنها واستغلالها أمام العالم بأن الفلسطينين يشكلون خطارا على أمن إسرائيل ومستقبل أجيالهم.. فلا يجب إعطائهم الوسائل ليستغلوها ضد حق الشعب الفلسطيني.!

وعليهم إتباع تحذير الله في قوله سبحانه وتعالى:

( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )