أحمد ولد بوسيف.. الضابط المختلف!/ أحمد ولد المنى

جمعة, 05/28/2021 - 15:20

 

كان أحمد ولد بوسیف أكثر الضباط العسكریین من جیلھ مھنیةً وأعمقَھم وعیاً وأكثرھم إیماناً بمشروع الدولة الموریتانیة وأشدھم حرصاً على الوحدة الوطنیة ومشتركاتھا الجامعة.

وخلال التحضیر لانقلاب 10 یولیو دعاه أحد أعضاء الجناح المدني للانقلاب للمشاركة فیه، فرفض قائلا: «إنك تدعوني للخیانة». لكن أخلاقه منعته من «الوشایة» بمدبري «الخیانة». وبعد الانقلاب رفض ولد بوسیف عضویة اللجنة العسكریة رغم دخوله الحكومة كوزیر للصید.

وفي خضم الصراعات والمكایدات المتبادلة داخل اللجنة، وقف بوسیف بقوة ضد الضباط الأشد نزقاً والأقل مسؤولیةً، والذین رأى أنھم یغامرون بمصیر الوطن لصالح أجندات شخصیة ضیقة تفتقر للعقلانیة والرشد، كما عارض الضباط المترددین وأصحاب المواقف الرمادیة، مقتنعاً بأن المرتبكین لا یصلحون لإدارة الدول لاسیما في أوقات الأزمات وعند مفترقات الطرق.

واتضح منذ مطلع عام 1979 ،وفي خضم التخبط وانعدام الرؤیة اللذین میزا نظام الحكم الجدید، أن مواقف المقدم أحمد ولد بوسیف كانت تنطلق من أربع محددات: ضرورة عودة العسكریین إلى ثكناتھم نھائیاً وفي أقرب وقت، حتمیة العودة إلى نظام الحكم المدني، الإفراج الفوري عن المختار دون أي شرط (مع منحھ دوراً سیاسیاً معتبراً إن رغب في ذلك)، الإبقاء على التحالف مع المغرب والمصالحة مع الجزائر دون التفریط في الأرض.

لكن ماذا كان لیجري لو أن حادث 28 َّ مایو الجوي قبالة ساحل العاصمة السنغالیة دكار لم یقع ومد َ القد ُر في عمر ولد بوسیف ّ وأخر أجله؟

یجزم عدیدون بأن ولد بوسیف ما كان لیظل في الحكم شھراً واحداً بعد عودتھ من دكار، ومنھم أحمدو ولد عبدالله، وزیر الخارجیة أوانھا، والذي یقول: «الأكید أنھ سیعزل من منصبھ لأن الصراع داخل الجیش بلغ أوجه». وكذلك «فیلیب مارشیزین» الذي یجزم قائلا إنھ في یوم 28 مایو حین سافر ولد بوسیف «كانت غالبیة اللجنة العسكریة للإنقاذ الوطني معارضةً له». فھل كان سبب تكالب الضباط ضد ولد بوسیف تفكیره المختلف وإیمانھ القوي بالدولة الوطنیة المدنیة حیث یعمل كلٌ من موقعه.

المھني الخاص؟