« تشيسيكيدي ».. من ظل والده إلى رئاسة الكونغو

جمعة, 01/11/2019 - 17:02

الاخبار ميديا /  تقترب جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي كانت تُعرف سابقاً باسم « زائير »، من أن تطوي صفحة واحد من أقدم أنظمة الحكم في القارة الأفريقية، فقد أعلنت لجنة الانتخابات أمس الخميس أن المرشح المعارض « فيليكس تشسيكيدي » قد نجح في الانتخابات الرئاسية، فمن هو هذا الرجل الذي سيجلس على مقعد « جوزيف كابيلا ».

« تشسيكيدي » البالغ من العمر 55 عاماً، يوصف بأنه « سياسي شاب » إذ لا يملك تجربة سياسية كبيرة، ولكنه يحمل على عاتقه إرث والده « ايتيان تشيسيكيدي » الذي توفي مطلع عام 2017، بعد أن قضى قرابة أربعة عقود زعيماً للمعارضة.

فإذا كان الرئيس المنتهية ولايته « جوزيف كابيلا » قد خلف والده « لوران كابيلا »، بعد اغتياله على يد أحد حراسه الشخصيين في السادس عشر من يناير 2001، فقد ورث « تشسيكيدي »، زعامة المعارضة عن والده الذي توفي وهو يصارع من أجل الوصول للحكم، وواجه في سبيل ذلك الرئيسين الراحلين « جوزيف موبوتو » و « لوران كابيلا ».

خاض الراحل « تشيسيكيدي » الذي أسس عام 1982 « حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والرقي الاجتماعي »، الانتخابات الرئاسية ضد « جوزيف كابيلا » عام 2011، جاء في المرتبة الثانية ولكنه لم يعترف بالنتائج ودعا إلى « إضراب عام » في البلاد.

اليوم يبدو الابن قريباً من تحقيق حلم والده بالوصول إلى السلطة، بعدما أعلنته اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات رئيسا وفق النتائج المؤقتة، لكن يبدو أن طريقه لن تكون سهلة، فقد أعلن « مارتن فايولو »، صاحب المرتبة الثانية، أن هذه النتائج « لا علاقة لها بحقيقة صناديق الاقتراع »، وأضاف أن ما جرى هو « انقلاب انتخابي ».

ولكن « تشيسيكيدي » عبر عن سعادته بالنصر، وقال أمام أنصاره: « إنني اليوم سعيد من أجلكم أنتم الشعب الكونغولي، كان الجميع يعتقدون أن هذه العملية ستؤدي إلى المواجهات والعنف ».

وبعث « تشيسيكيدي » برسائل تطمين إلى الجميع وقال: « لن أكون رئيس حزب سياسي، أو رئيس قبيلة (قبيلة لوبا)؛ سأكون رئيسا لجميع الكونغوليين والكونغوليات ».

إلا أن ذلك لم يمنع البلاد من الانزلاق نحو العنف، إذ سقط عدة قتلى خلال مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يرفضون النتائج، كما أضرمت النيران في ثلاث مراكز للشرطة.

رغم حالة الفرح التي تجتاح أنصار « تشيسيكيدي »، إلا أن الرجل يستعد لاستلام مقاليد الحكم في بلد يغلي وهو الذي يملك تاريخاً دامياً ما تزال آثاره حية، والرجل الأقوى في البلاد « جوزيف كابيلا » ما زال صامتاً ولم يقل كلمته الأخيرة.