انصافا لاولاد انتشايت/ تدونة

جمعة, 09/13/2019 - 07:40

الحقيقة فى حق أولاد أنتشايت :

فمن الواجب كسر هذا الحاجز  و إنصاف هؤلاء القوم حتى لايموت المعروف بين الناس لانهم ابلوا بلاء حسنا وكان لهم الفضل في بناء هذا الكيان المسمى اليوم موريتانيا الذي خرجوا منه لايملكون قوتهم اليومي . إنهم اولاد انتشايت الكرام الذين تنكر لهم الجميع دولة ومثقفين وطبقة سياسية . رغم انهم ضربوا اروع الأمثلة في الشهامة والوطنية والتعفف عن المال العام. ولقد اتفقت على ذالك كل اجيالهم المتعاقبة في الادارة وفي كل الحقب السياسية الموريتانية . كان هؤلاء القوم مثالا للموظف المحترم البسيط المتواضع النزيه المتفاني في عمله لايلقي بالا للوساطة ولا الزبونية ولا يمتد بصره لأكثر من راتبه. المختار ولد داداه مؤسس موريتانيا ترك اللسلطة بعد عشرين سنة من النضال من اجل انجاح مشروع الدولة الموريتانية خرج من حكم البلاد لايملك سوى منزل واحد ولم يكتمل تسديد اقساطه بعد. حتى تولاها عنه الرئيس العاجي افليكس اوفتوبي سنة 1983حيث صادرته بعد ذالك اللجنة العسكرية وظل مصادرا حتى عودته من منفاه في فرنساء سنة 2003. هذا الرجل العظيم ترك السلطة ووالدته تسكن في كوخ خشبي تم ترميمه بسلفة من حاكم بتلميت والقصة معروفة . احمد ولد اداداه الخبير الإقتصادي حفظه الله ورعاه واطال عمره تولى ادارة البنك المركزي الموريتاني زهاء عشر سنوات إضافة الى ادارة الشركة الوطنية للاراد والتصدير سونمكس ووزارة المالية وهو اليوم من افقر فقراء موريتانيا لايملك منزلا ولايملك سوى سمعته الطيبة او سيارة قد اهداها له احد التجار وهي سيارة قديمة لاتليق بزعيم وطني من حجم احمد ولد داداه الذي انتشل موريتانيا من ضياع محتوم ورسخ دمقراطيتها وصنع طبقتها السياسية . احمد الرجل الذي منح موريتانيا شبابه وخبرته كافأته الطبقة الساسية بحرمانه من الترشح لمنصب هو وحده الذي يستحقه بدون منازع . محمد سيديا ولد اباه الدكتور البيطري الذي تربع على عرش مفوضية الامن الغذائي التي تسمى اليوم (الكرشة) المسلول عوده تقاعد هذا الدكتور وهو مفوض للامن الغذائي ولايملك الا منزلا متواضعا في سكوجيم امسيد المغرب ولقد اخبرني احد اقربائي كان يعمل في ديوانه انه يوم تقاعد لايوجد في حسابه غير 6000اوقية قديمة . مثله مثل الدكتور عبد الله ولد أباه طبيب أمراض القلب والشرايين. وزير سابق للصحة والدفاع والتنمية الريفية المنسق العام للخطة الوطنية الاستعجالية لمساعدة المتضررين من الجفاف سنة 1972 . هذا الدكتور الاخصائي ترك الوظيفة العمومية وهو من افقر فقراء موريتانيا . لم يستطع هذا الاخصائي انتشال عائلته ومحيطه الا بعد ان تفرغ للعمل الحر لانه متخصص في مجالات طبية معقدة وهو صاحب خبرة طويلة وسمعة حسنة لكنه تعفف عن المال العام وادار له ظهره والجميع يعرف ذالك . العقيد احمد ولد منيه وزير لعدة وزارات وقائدا عاما للاركان وامينا دائما للجنة العسكرية مات رحمه الله ولم يترك غير راتبه وقطعة من الأرض متواضعة وكزرة وسيارة قديمة. ومن الشواهد الأخرى نذكر سليمان ولد الشيخ سيديا الرجل المعروف بالشهامة والسخاء تقلد مناصب عديدة في الدبلوماسية الموريتانية. هذا الشيخ الجليل والسفير كان يسكن في كزرة فالمطار القديم وفي اخر عمره منع من السكن فيها ولم تعوضه الدولة عنها بحجة ان الكزرة تقع في منشأة عمومية . هناك شخصيات من هذه العشرة تركت الوظيفة العمومية وهي لاتملك شئا. الليلة نكتفي بهذه النماذج ليتضح للجميع ان السيادة والنبل والسمعة الحسنة لابد لها من ثمن. هؤلاء القوم اغلبهم قدم الى ربه وبقى ذكرهم خالدا شاء من شاء وابا من ابا لأن التاريخ يخلد العظماء فقط ولايكتب عن غير العظماء استغرب كل الاستغراب تحامل البعض على هؤلاء القوم وتجاهل تضحياتهم الجسام من اجل بلد وشعب ويكون جزاؤهم هو التنكر والتشوهيه بدل التمجيد والاعتراف لهم بالجميل.. من التاريخ.. أصل ماهم حميرنا الخظر!!؟؟ من صفحة المدون الشريف المهدي الإدريسي  

الفيس بوك