ان الكتابة أو الحديث عن الرجل الفذ والقائق الشهم صاحب الصفات الحميدة والايادي البيضاء لذو شجون فمن الناحية العملية فقد تولى هذا الضابط المرموق مهام سامية في جهاز الدولة ولعل أشهرها مكتب الدراسات والتوثيق (المخابرات الخارجية) وقد ادار تلك المؤسسة بجدارة رغم صعوبة المهمة والمكلفة بها وحساسية الملفات المكلفة بها تلك المؤسسة الحصينة أن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي بادر باتخاذ إجراءات عملية فور توليه مهام تلك المؤسسة المركزية في أمن الدولة وكان سبب نجاحه بالدرجة الاولي أختيار أشخاصا على أساس الكفاءة والخبرة
بعيدا عن الزبونية والمتاجرة.
وكانت خطوات الرجل الثابة والرزينة تعكس مدى وعيه وإحساسه بالمسئولية أن أدخل إلى تلك المؤسسة عناصر ذات أوصاف معينة لم يجر التقليد بتوظيفها لمهام استخباراتية خوفا من نتائجها العكسية.
ويقول العارفين بالرجل عن قرب أنه يمتلك شخصية متعددة الكفاءات بل لا أكون مبالغا إن قلت إنه يصلح للمهام السياسية بقدر ما يصلح للمهام العسكرية.
ويمتلك صفات قل توفرها في شخص واحد اليوم ومن أهم تلك الخصال التواضع الجم الذي شهد له به القاصي والداني.
الجدير بالذكر أن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي ورغم بعده عن الاضواء وتفضيله العمل دون إثارة ولا دعاية فإنه سليل أسرة سيد ولد حنن الزعيم التقليدي لقبيلة أولاد داوود ذات الشوكة التي ظلت تبسط سيطرتها علي مناطق شاسعة من الشرق الموريتاني حتي حدود البلاد مع الجارة الشقيقة مالي رغم هذه المكانة التقليدية للجنرال فقد ظل يتمتع برصيد وافر من الاحترام والقبول في المجتمع الموريتاني في مختلف أنحاء البلاد وخاصة في ولايات الحوضين حيث ينحدر من مدينة باسكنو.
أما في مجاله العسكري فإن الجنرال حَنَنَّ ولد سيدي يمتلك رصيدا كبيرا من الاحترام والسمعة الطيبة في المؤسسة العسكرية بمختلف أسلاكها جسدها رصيده المعرفي الوافر .
وقد جمعه التكوين العسكري في المغرب بكل من الرئيس الموريتاتي محمد ول الغزواني والرئيس السابق محمد ول عبد العزيز وكانت تلك بداية الصداقة بينهم حافظ للعهد والامانة وآن كانت هذه صفة الداودية عامة وأسرة الريادة والقيادة "أهل حنن " .
ولاشك أن تعيين حَنَنَّ بن سيدي وزيرا للدفاع واعادة الثقة اليه في الحكومة الجديدة لدليل علي المكانة الرفيعة التي يحظي بها لدي هرم السلطة في البلاد .
ويشير بعض المراقبين إن الجنرال حنن بن سيدي بدأ حياة سياسية ناجحة بعد تقاعده من الخدمة العسكرية نتيجة للخزان الشعبي الذي يحظي به في مختلف مناطق البلاد .
الرجل ظل طوال حياته بعيدا عن الشبهات في ركن قصي عن القيل والقال يعيش حياة بسيطة كريمة زادها الاخلاص وحب الناس لا ينحني الا للحق وخدمة وطنه ولم يكن تاجرا فاجرا باحثا عن المال . يتواصل