قرأت بحزن عميق نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الأستاذمحمد يحظيه ولد ابريد الليل. لقد كان الراحل "اظمين" الصحراء الكبرى بكل ما في الكلمة من معنى. وهذا اللقب "اظمين" يعني بدارجتنا – كما هو معلوم لدى الكثير – مشير الجيش وأميره والضامن لظفره. أجل، لا مراء في أن الأستاذ محمد يحظيه، رحمه الله، وهب حياته وقلمه ولسانه وكل قدراته الجمةفي سبيل الحفاظ لهذا الحـيز الجغرافي،الذي ينكمش حينا ويتوسع في أغلب الأحيان ليشمل مابين البحر المتوسط وخط الاستواء، على انتمائه وروابطه الخاصةمع العالم الذي يكتب ويفكر باللغة العربية ويدين بالإسلام السني القويم.
وكان لا يخشى في جهاده هذا لومة لائم ولا سجن ظالم ولا تهميش مستبد ولا غلبة متسلط. لقدعرفته متبحرا في شؤون العالم، مطلعا على الثقافات الإنسانية كلها، مهتما بمصير أمته، مشدودا إلى أن تستعيد مكانتها الأولى بين الأمم. وبمغـيـبه تغرب شمس أنارت الفكر والسياسة والفصاحة والزهد في متاع الغرور في هذا الجزء من دار الإسلام.تعازي القلبية لأهل بيته الكرام ورفاقه الشهام. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بتاريخ 28 جمادى الأولى 1442 هـ
الموافق 12/01/2021 م
الدكتور/ عبد الله بن سليمان ابن الشيخ سيديا