مفاهيم حول الرقية (2)
علامات يعرف بها الساحر
سيداعمر بن الخليفة أبو عبدالرحمن الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام نبينا وآله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد: فإن السحر أمره خطير على الفرد والمجتمع وقد أصبح الناس يتعاطونه ويسمونه بغير اسمه وهو ما يسمى عندنا بسر الحرف وهو في الحقيقة سحر حذفت حاؤه .
اﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ: ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﺧﻔﻲ ﻭﻟﻄﻒ ﺳﺒﺒﻪ
شرعا: ﻋﺰاﺋﻢ ﻭﺭﻗﻰ ﻭﻋﻘﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻷﺑﺪاﻥ ﻓﻴﻤﺮﺽ ﻭﻳﻘﺘﻞ، ﻭﻳﻔﺮﻕ بين اﻟﻤﺮء ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ.
ومذهب أهل السنة والجماعة أن السحر ثابت قال تعالى:
{ﻓَﻴَﺘَﻌَﻠَّﻤُﻮﻥَ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﻣَﺎ ﻳُﻔَﺮِّﻗُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﺑَﻴْﻦَ اﻟْﻤَﺮْءِ ﻭَﺯَﻭْﺟِﻪِ}
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻗُﻞْ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺮَﺏِّ اﻟْﻔَﻠَﻖِ}
وهذه بعض علامات الساحر لتفرقوا بين من هو ساحر ومن هو راق شرعي فإذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو من الدجالين والمشعوذين ومن الكهان والعرافين وهو من السحرة بلا أدنى ريب ، وهذه العلامات هي:
(1) يسأل المريض عن اسمه واسم أمه.
(2) يأخذ أثرا من آثار المريض ( ثوب قلنسوة منديل).
(3) أحيانا يطلب حيوانا بصفات معينة ليذبح ولا يذكر اسم الله عليه.
(4) كتابة طلاسم أو تلاوة عزائم غير مفهومة وأحيانا يدخل فيها آيات من القرآن الكريم متقطعة.
(5) إعطاء المريض حجابا يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
(6) يأمر المريض بأن يعتزل الناس فتره معينه في غرفة لا تدخلها شمس ويسميها العامة الحاجبة.
(7) أحيانا يطلب من المريض أن لا يمس الماء لمدة معينه.
(8) يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض.
(9) يعطي المريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها.
(10) أحيانا يخبر المريض باسـمه واسم أمه وبلده ومشكلته.
(11) يطلب طلبات منكره كأن يقول لا تمس المصحف ، أو لا تقرأ القران ، أو لا تصلِ ، أو استمع إلى الموسيقى .
فإذا علمت أن الرجل ساحرٌ فإياك والذهاب إليه ، وإلا ينطبق عليك قول النبي صلى الله عليه وسلم: كما جاء في صحيح مسلم
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»
عرافا: العراف من جملة أنواع الكهان قال ابن الأثير العراف المنجم أو الحازي الذي يدعي علم الغيب وقد استأثر الله تعالى به.
وقال الخطابي وغيره العراف هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق ومكان الضالة ونحوهما.
وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُمُورًا كُنَّا نَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ، قَالَ: «فَلَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ» قَالَ قُلْتُ: كُنَّا نَتَطَيَّرُ قَالَ: «ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ» رواه مسلم
الكهان قال القاضي رحمه الله كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب أحدهما يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسرقه من السمع من السماء وهذا القسم بطل من حين بعث الله نبينا صلى الله عليه وسلم الثاني أنه يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد وهذا لا يبعد وجوده الثالث المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما لكن الكذب فيه أغلب ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها وهذه الأضرب كلها تسمى الكهانة وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم (ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه) معناه أن كراهة ذلك تقع في نفوسكم في العادة ولكن لا تلتفتوا إليه ولا ترجعوا عما كنتم عزمتم عليه قبل هذا.
قال ابن حجر في الفتح جزء 10 - ص 216
وَالْكَهَانَةُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا ادِّعَاءُ عِلْمِ الْغَيْبِ كَالْإِخْبَارِ بِمَا سَيَقَعُ فِي الْأَرْضِ مَعَ الِاسْتِنَادِ إِلَى سَبَب وَالْأَصْل فِيهِ استراق الجنى السَّمْعِ مِنْ كَلَامِ الْمَلَائِكَةِ فَيُلْقِيهِ فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ وَالْكَاهِنُ لَفْظٌ يُطْلَقُ عَلَى الْعَرَّافِ وَالَّذِي يَضْرِبُ بِالْحَصَى وَالْمُنَجِّمُ وَيُطْلَقُ عَلَى مَنْ يَقُومُ بِأَمْرٍ آخَرَ وَيَسْعَى فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ الْكَاهِنُ الْقَاضِي بِالْغَيْبِ وَقَالَ فِي الْجَامِعِ الْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ أَذِنَ بِشَيْءٍ قَبْلَ وُقُوعِهِ كَاهِنًا
ليسوا بشيء
قد جاء في الصحيحين
(1) عَنِ عَائِشَةُ قالت سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكُهَّانِ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسُوا بِشَيْءٍ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا الشَّيْءَ يَكُونُ حَقًّا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ»
في لفظ البخاري 《تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ، يَخْطَفُهَا مِنَ الجِنِّيِّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ》
"ليس بشيء" يعتمد عليه لأنه لا أصل له.
"حقا" واقعا وثابتا.
"تخطفها" من الخطف وهو الأخذ بسرعة.