هكذا علمنا التاريخ عن مواقف مصر المشرفة التي تتعامل مع العرب معاملة الشقيق الحقيقي، وتقف معهم في كل قضاياهم دون ثمن ولا منة ولا مصلحة سياسية أو مادية ، إنما تستمد قيمها العربية من تاريخ عريق أثبتته بالدم والمال والعرق والنضال، وتضحيات أبنائها بدمائهم في سبيل القضايا العربية، ذلك هو قدرها سياسيا وجغرافيا وقوميا، فهي بمثابة القلب في الجسد العربي المتهالك والمتصارع على أتفه الأمور
وتبقى مصر فوق كل الصغائر والمؤامرات ضدها من بعض أشقائها، تؤدي واجبها بكل التفاني والإخلاص، مترفعة عن السفاسف من المواقف السلبية، ولا تخلط الأوراق بين الواجب القومي، وبين رد الفعل على من يقوم بطعنها بخناجر مسمومة من الخلف، وستظل وفية لعروبتها وقائدة لمسيرة أمتها العربية ومدافعة عن أشقائها، ولو أخطأ البعض في حقها، فالعظيم لا يؤثر فيه الصغار
وما تقوم به من موقف الشهامة والوفاء لأشقائها الفلسطينيين، وما قدمته لهم في الماضي من تضحيات بأبنائها ودعمها السياسي والمادي والمعنوي لن تبخل على أشقائها، وهم يواجهون وحشا مفترسا لا يراعي حقوق الإنسان، ولا يسلم بحق الشعب الفلسطيني، برغم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ضاربا بعرض الحائط موقف المجتمع الدولي ومواقفه لصالح القضية الفلسطينية.
لذلك بادرت مصر بالطرق الدبلوماسية لوقف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ومحاولات إسرائيل لتركيعه للاستسلام والتسليم بحق إسرائيل في أرضه، وستظل مصر لوحدها واقفة بكل قوة وشرف وإخلاص مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية، موظفة علاقاتها الدولية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ٢٤٢ القاضي بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل حدود سنة ١٩٦٧م، والتسليم بقرارات الأمم المتحدة وبحقوق اللاجئين ، وتعويض الشعب الفلسطيني ماديا عما دمرته إسرائيل بحربها المجنونة الحاقدة والمتطرفة باستخدامها القوة الغاشمة ضد شعب أعزل فتكت فيها بالأبرياء، وقتلت الأطفال ودمرت المساكن ، ولذلك وصفهم الله سبحانه بقوله (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(المائدة 79)