الشهادة لا تساوي بالضرورة جملة المعارف المتحصل عليها، ولا ترسم حدا نهائيا لكفاءات الأشخاص.
وهي كالميسم تماما تفيد الملكية لكنها لا تعطي الأفضلية ولا الأهلية..!
الميسم أو ( العلامة، النار) قد يتم وضعها على بقرة مثلا أو على جمل أو حمار.. لكنها لا تحدد شكله، أقبيح هو أم جميل، طويل أم قصير..
ولا لونه: أبيض، أسود، أحمر، أصفر..
ولا تحدد كذلك جنسه ذكر هو أم أنثى، كما أنها لا تقييم من يحملها، قوي هو أم ضعيف، سمين أم هزيل، مريض أم معافى..!
زيادة على كل ذلك فإن باب التعلم مفتوح، ولا يمكن حصر مجالات المعرفة، والكفاءة في ميسم أو علامة تعطيها جهة معينة بدوافع غاية في الخصوصية أحيانا، كما قد تمنح لخدمة أغراض لا علاقة لها بطبيعة الشهادة ولا ماهيتها،
وقد تمنح فخريا..!
لذا فإن مبدأ تقييم الأشخاص على أساس حيازتهم وثائق معينة فيه قدر كبير من عدم الإنصاف والعدل، كما أن إقصاء آخرين بحجة عكسية غير منصف ولا عادل أيضا.
وفي تاريخ هذه البلاد بعيده وقريبه سفراء علم وفكر وقادة رأي ونخب تركت لنفسها أثرا قويا وقيمة لا تنازع عليها وهي لا تملك أي شهادة..
وبالمقابل هناك من يحملون أسفارا واختاما لهيئات علمية وأكادمية كبرى عجزوا عن أن يشقوا طريقهم بسبب الجهل ونقص الخبرة.
عني شخصيا مطرود بسبب عجزي عن الحصول على شهادة ختم الدروس الإبتدائية.