لم يجعل رسالة الإسلام اجتهاد بشري، ولم يترك عباده لأغراض أصحاب الهوى، والمحبين للتسلط والتحكم في الناس ، ليجعلوا منهم أتباعا يؤمنون بفكرهم ويتبعون آراءهم ، ويستخدمون الناس في طاعتهم ، لتحقيق مآربهم الدنيوية، ويحققوا أهداف الشيطان في نشر الفحشاء والمنكر ، ويحرضوا الناس للفساد في الأرض بالقتل والتفرقة والصراع، وتغييب العقول ليسوقوا الناس كالأنعام ، لتحقيق مآربهم الدنيوية وإرضاء نفوسهم النرجسية التي تستمتع بالدم لهوا، وتجني بها الثروات ويحولوا الناس إلى عبيد لهم، ويجعلونهم يلقون بهم إلى التهلكة ، ويحرضونهم على العدوان، ولذلك من رحمة الله بعباده أرسل لهم رسلا وأنبياء بكتبه ، وأنزل على رسوله خاتم النبيين القرآن العظيم، الذي يدعو الناس للرحمة والعدل والحرية ، والإحسان وتحريم العدوان ونشر التعاطف بينهم والتكاتف والتكافل الاجتماعي ، وتحريم قتل النفس والتعامل بالحسنى والتسامح والحث على التعاون على البر والتقوى.
تلك هي رسالة الإسلام فآن للعقول أن تتفكر وتميز بين دعوة الله الناس للخير والعيش الكريم، في ظل الرحمة والعدل والإحسان والأمن والاستقرار، وبين قبول التعايش مع الإرهاب وسفك الدماء واستباحة أموال الناس بالظلم والعدوان، ونشر الفتن والخوف لدى الإنسان.
أيهما أفضل للناس العدل أم الظلم الرحمة أم القسوة المحبة أم الكراهية، الأمن والسلام أم الفزع والعدوان؟
تلك تساؤلات أطرحها ليتفكر فيها الناس وما الذي يستحسنونه في حياتهم، هل مادعا إليه الرسول في آيات القرآن أم ما ألفه المجرمون في حق الإنسان، واتبعوا خطوات الشيطان الذي أضلهم، ليضلوا الناس عن رسالة الإسلام، رسالة المحبة والتعاون والعدل والسلام فللإنسان أن يختار بين سعادة الدنيا والشقاء، إذا أعرض عن القرآن واتبع شيوخ الدين المجرمين والمحرضين لقتل بني الإنسان ، فليتحمل كل إنسان نتيجة قراره إما جنات النعيم وإما نار الجحيم.