سياسة قديمة وتقليدية يتم اتباعها لعزل القادة عن أحزمتهم الأمنية ورجالات حكمهم الأوفياء، ومستودع أسرارهم..
هي سياسة تعتمد إثارة الشكوك وإلصاق التهم، وتهدف من بين أمور أخرى إلى شغل القائد بالوساوس، وصرف جل وقته إلى التأمل في حركات وسكنات من يحيطون به، ووضعهم ضمن دائرة المتهمين، غير المؤتمنين..!
وغالبا يعتمد أصحاب هذه السياسة فلسفة الصيد المزدوج..فهم إما أن ينجحوا في استثارة القائد ويجبروه بدافع الحفاظ على الموقع إلى التخلص من أهم الأعوان ( مصدر الإزعاج ) أو يوفقوا في ارباك الأعوان ويدفعوهم لارتكاب أخطاء قاتلة تحت تأثير الرغبة في تفنيد الشائعة..!
وسياسة بتر اليمين هذه تشكل في الغالب نقطة التقاء بين أعداء القائد من خارج دائرة حكمه وآخرين ضمن دائرة الحكم نفسه، وقد يحدث أن يلتقي على خط تلك العلاقة أعداء للوطن لا للقائد نفسه..
ومن أهم أسباب ودوافع اللجوء لهذه السياسة عجز اصحابها عن اختراق الأحزمة الأمنية للقائد أو احداث خرق في جدار الأعوان..
في موريتانيا بدأ أصحاب هذه الفلسفة التحرك مذ بعض الوقت لإجهاض مشروع الرئيس الحالي، ووضع المطبات أمامه، وكانت بدايتهم مع التشكيك فى ولاء بعض قادة الأجهزة العسكرية والأمنية.. ولأن مسعاهم لم يوفق بدؤوا في محاولة البحث عن منطقة صيد أخرى يصعب أن تكون في مرمى سهامهم!!
بقي أن أشير إلى أن أصحاب هذه السياسة ينشطون أكثر وبقوة كل ما كانت المعلومات التي تصلهم عن رأس النظام وطبيعة تفكيره شحيحة، واستراتجياته غير قابلة للاختراق.