لست من أنصار باريس، ولامن المرتاحين لسياساتها بالمنطقة على الإطلاق، لكن التصعيد الإعلامى والسياسى غير الحكيم من قبل الجيران الماليين ضد الفرنسيين، والتلويح بجلب المرتزقة الروس للمنطقة من أجل استبدال محتل تقليدى بمحتل آخر، هو طيش قد تدفع المنطقة ثمنه بالكامل.
إن القوات الفرنسية المرابطة بين "كيدال" و"باماكو" هي التى غطت عورة الضباط والجنود الماليين المنهزمين أمام أنصار الدين والحركات الأزوادية، وهي التى أوقفت نزوح الجنود الماليين من "اتساليتي" إلى "خاي"، بعدما أنهار الجيش المالى فى بضعة أيام فقط.
إن عقلاء المنطقة يدركون جيدا خطورة الخروج المفاجئ للقوات الفرنسية من الساحل، ويدرك الماليون أكثر من غيرهم أن مصير "كويتا" لن يكون أحسن حالا من "أشرف غنى" إذا أنسحبت باريس أو أوقف عملياتها الجوية بصحراء أزواد الملتهبة، وأن "ماسينا" على محدودية رجالها وعتادها قادرة على إرباك الحركة بمجمل المقار الرسمية وتهديد باماكو بكل سهولة.
يجب أن يتوقف "مكرون" فعلا عن استفزازه لمجمل أحرار العالم، ولكن يجب أيضا أن تتوقف الخارجية المالية عن افتعال الأزمات السياسية وتعريض سلم المنطقة لهزات عنيفة فى ظل عالم معقد، ومحيط يمور بالحركات المسلحة والمجموعات الإرهابية العابرة للحدود.
(*) مدير زهرة شنقيط