سعى الإعلام الموجه والذباب الإلكتروني التائه لجعل قضية المستشار السابق لوزير العدل، قنبلة سياسية خطيرة ..ولكن سرعان ما تبين أن الأمر لا يعدو جعجعة بلا طحين وصوت ذخيرة بيضاء خاوية، تستعمل للتدريب والترهيب، لا غير .. صداقة المستسار مع وزير عدل تمت إقالته مكنته من الاطلاع على بعض الملفات ولكنه أراد استغلالها استغلالا سيئا للفت الأنظار إليه .. كما استغلتها جهة سياسية معروفة للتأسيس عليها والمناورة بها في المرحلة القادمة..استغلال مزدوج سرعان ما يفتضح و يتحلل. فلم يذكر ولد هارون المسؤولين الذين أشارت إليهم بالأسماء، ولم يعين الزمن لمعرفة الوزراء والوزير الأول كما زعم..ولم يسأله الصحافي المحاور عن هذه المعلومات بل تم إهمال كل ذلك لحاجة في النفس، و لمناورة سياسية إعلامية، لا تخفى على لبيب..
إن قضية البنك المركزي المذكورة في المقابلة، تتعلق بموظفة كانت ضحية النظام السابق، و بات ملفها معروفا لدى الرأي العام..
إلى متى تظل النخبة السياسية المؤدلجة تلعب بعقولنا وتستخف ذكاء الموريتانيين...تستغل بكل خبث التهدئة السياسية والمناخ الجديد الذي انفتح عليه رئيس الجمهورية بنية إصلاح صادقة طيبة ، تستغلهما لتغطي على تناقضاتها وأطماعها الشرهة، تعلن عن " الولاء" والسعي للحوار والمهادنة في الوقت الذي تبقي قواعد لها في الخلف للتشويه والزعزعة والكيد السياسي ؟؟
كفانا من هذه الحملات الجهوية الفاضحة الخاطئة الكاذبة.. ولتتوقف عن اللعب على العواطف وعلى جهل العامة للنيات المبينة.. هذه الطرق السهلة والحملات الشعبوية لا تقدم خطابا عقلانيا متماسكا و لا توفر نقدا إيجابيا ولا تصمم مشروعا بديلا. و لا تصلح إذن لبناء بلد.
على النخبة والأحزاب بل على كل فرد في هذه البلاد الطيبة أن يقوم بواجبه بإخلاص، و إلا ستضع علينا فرص كثيرة ونضيع في الغوغائية وتاجيج العواطف الشعبوية غير المجدية، ونستبيح فن التمويه والتضليل..
ما يظهر اليوم على الساحة الاعلامية مباشرة ، أن كل من لا علاقة له بالسلطة ، او من لا ينهب مباشرة من خيرات موريتانيا ، يستخدمون كل الوسائل ، لزعزعة البلاد و التشويش على النظام الحالي ..
فلنقم جميعا بأعمالنا بنية الإصلاح والارشاد، ولكن علينا أن نقلل من الشعارات والعواطف المبنية على السراب ، لا على الموضوعية أو المعرفة ..
الحسن أعمر بلول
--