( ٲعڮَبتكْ خويَ محمد
لبْلدْ كنت ٲنتَ فيهْ ٲهيْهْ
يلاّلِ مذَ بينْ ٲبلدْ
فيهْ ٲنتَ و بلدْ مانك فيه)
إن تفوق البلدان وتقدمها مرهون حتما بمن يقودونها و عبر العصور برز رجال خلدهم التاريخ لما قدموا لبلدانهم من تضحيات و خدمات و لن تكون موريتانيا إلا كأي بلد آخر تعاقبت عليها أجيال منذ نشأتها فبرز رجال في كل مرحلة بذلوا الغالي و النفيس و في هذه المرحلة من تاريخ موريتانيا نجد رجالا برهنوا على وطنيتهم و صدقهم و وفائهم و من هؤلاء وفي مقدمتهم الفريق محمد ولد مكَت قائد الٲركان العامة للجيوش.
لقد أثبت الرجل في مختلف المهام التي كلف بها حسه الوطني العالي و قدرته الفائقة على التسيير المحكم و النزيه
و يمكن تتبع ذلك وتلمسه جليا في مختلف المراحل القيادية التي مر بها قائدا للفصائل ٲو الوحدات ٲو المناطق العسكرية ٲو مفتشا عاما للقوات المسلحة و قوات الٲمن ثم ماحققه من نجاحات باهرة عندما تولۍ مديرية التوثيق و الٲمن الخارجي حيث قضۍ و بشكل نهائي علۍ الخطر العابر للحدود مرورا بماشهده قطاع الشرطة الوطنية في عهده من تطور لا يخفى على أحد وما طرأ من تغير كبير و تجديد في هذا القطاع الوطني الحيوي و الذي استعاد مكانته الطبيعية كقطاع لا غنى عنه لأمن وسلامة الوطن و المواطنين وبعد سنوات من النسيان عرفت الشرطة الوطنية الإكتتاب لمختلف الرتب كما أقرت التقدمات التي انتظرها بعض أفراد الشرطة أزيد من خمسة عشر عاما .
وحين تولۍ قيادة الٲركان ظهر الفرق كبيرا و بدٲ العمل الجاد داخليا في مختلف القطاعات و المناطق العسكرية و خارجيا في شبكة علاقات وطدتها و عززتها سمعة الرجل و مصداقيته عند الجميع
جانب آخر من حياة محمد لا يكتشفه إلا من عرفه عن قرب من حسن الخلق و البعد عن التكبر أو الإحساس بالمنصب و البساطة مع الجميع على حد السواء عمالا تحت إمرته كانوا أم متعاملين معه أم زوارا فالكل يشهد للرجل بالكرم و البساطة والصدق .
لقد أثبت ولد مكَت وفاءه لبلاده و لقادتها في كل أعماله واستطاع أن يجمع عليه القلوب و هذا لعمري ما يجب أن يتصف به جميع أبناء هذا البلد الذي يحتاج للجميع مخلصين مجدين و مستعدين للعمل بإتقان.
و لن أنهي هذه الشهادة التي أقدمها عن كامل وعي و قناعة لن أنهيها قبل أن أضيف إليها هذه الأبيات :
إذا الشعر لم يصدحْ بمدحك قائلــهْ فلا عاش هذا الشعر أو عاش حاملهْ
ألستم سلسل المجد و العز والتــقى ألست الذي في الناس عمت فضائلهْ
رُفعت عن الخلان قدرا فلم تـــــزل محمد من كل الضعاف تساجــــــله
و بابك مفتوح لهم ليس دونهـــــم و دونك من ستر و لاأنت قابلـــــهْ
و إن كان من قول بوصفك للورى أقول لهم قولا بذكرك حاصلـــــــــــهْ
محمد من يلقاك بالود باســــــــما و من تَذْكُر الأخيار حين تقابلـــــهْ
(تراه إذا ما جئته متهلــــــــــــلا كأنك تعطيه الذي أنت سائلـــــــه)
يعقوب ببكر عاشور