محمد فال ولد حرمه يكتب / دموع وحسرة وتذكر علي رحيل العالم الوقور

جمعة, 10/29/2021 - 13:27

رحمك الله أيها العالم الوقور، والكريم الشجاع، والحكيم الحنون..
 اليوم ثالث جمعة على غيابك عنا، ولازلت عاجزا عن الكتابة عنك، إذ كل ما هممت بالأمر حالت دموعي بيني وبين شاشة هاتفي، لكن ما عساي كاتب؟ أأكتب عن مصيبة طلاب القرآن وضوابطه؟ أم عن مأساة الحديث رواية ودراية وتدريسا؟
أأكتب عن فاجعة اللغة نحوها وصرفها بلاغتها وبيانها ومنطقها؟ أككتب عن يتم القوافي وعروضها وجزالتها وروعة صورها وبديع نسجها؟
أأككتب عن الفتوة في أبهى صورها وأحسن تجلياتها؟ أأكتب عن الرماية والمهارة فيها؟ أأكتب عن الأب والأخ؟ أم عن العالم والمحدث أم عن الشاعر..؟ وما ذا عساي كاتب؟ أأكتب عزاءً أو استحضارا أو استذكارا..؟ أأكتب عن فجعي ومصيبتي، أم عن يتمي وضياعي؟؟
رحمك الله أخي بواسع رحمته، كم هو مؤلم وقاس أن يموت الخير واليمن والسعد والعطف والحنان! أخي تقبل فينا العزاء فنحن من متنا أما أنت فحي عند ربك ترزق..
طلاب القرآن بعدك جاؤوا للعزاء وطلبة الحديث، وطلاب اللغة وأهل الفضل وذوي القربى وكل الكرام..
خلفك هنا علم بثثته في صدور الرجال، وبنون وبنات ربيتهم فأحسنت، وإخوة أحببتهم فنصحت..جميعهم بخير لك يدعون فلا تجزع، فأنت عبد صالح إلى رب كريم صار.. 
سامحني أخي إن غلبتني دموعي وحالت غصتي بيني وبين الكتابة، فالموتى لا يقدرون على الكتابة عن الأحياء..
رحمك الله بما كنت بينا رحيما وعلينا عطوفا.
إنا لله وإنا إليه