تبدو الراوية الجزائرية في موضوع قصف الشاحنات متهافتة، وضعيفة الحبكة، وذلك للأسباب التالية:
أن الطريق التجاري الذي يربط الجزائر وموريتانيا يمر عبر أراضيهما حصرا، فماذا تفعل الشاحنتان خارجه؟ وهل كانتا فعلا تحمل تجارة؟ وإلى أين؟
2. التأخر في إعلان الأمر من طرف الجزائر رغم أن فيه قتلى، فما الذي أخر الإعلان لقرابة ثلاثة أيام؟ وما الذي منع الإعلام الجزائري من تناوله، إن كان الموقف الرسمي يحتاج تحقيقا وتحضيرا، و"حبكا"؟
3. أن بيان الرئاسة الجزائرية جاء مرتبكا، وغير جازم، خصوصا فيما يتعلق بمكان الحادث، حيث فضل التعميم "أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة". فلماذا لم تحدد الرئاسة مكان الحادث بالضبط بعد أكثر من 48 ساعة من وقوعه؟!
4. ومع أن الوقت الذي يفصل بين الحادث (الساعة الواحدة والنصف ظهرا يوم فاتح نوفمبر)، ووقت نشر بيان الرئاسة الجزائرية على صفحتها الموثقة على فيسبوك (الساعة: 02:45 ظهرا يوم 03 نوفمبر) كاف في أي تحقيق جاد للحصول على أدلة، ومعطيات دقيقة، فإن البيان جاء ليعلن عن اتخاذ "التدابير اللازمة للتحقيق"، وليتحدث عن "عدة عناصر تشير إلى".
كل هذه المعطيات تشير إلى أن في الحادث جوانب غامضة ما تزال بحاجة إلى تجلية، وأن الرئاسة الجزائرية رغم الوقت الذي أخذت لإصدار بيانها ظلت معطياتها مرتبكة، وحبكتها ضعيفة.
هامش: كان بيان الجيش الموريتاني محترفا، حين وقف حيث يجب أن يقف، أي عند حافة الحدود الموريتانية بنفي وقوع أي حادث أمني داخلها، وتجنب ما لا يعينه.
أما الدبلوماسية الموريتانية الرسمية، والموازية، فيجب أن تبدأ من حيث توقف الجيش، لتُجنب المنطقة وشعوبها مزالق إن وقعت – لا قدر الله – سيدفع الجميع ثمنها.
من صفحة رئيس تحرير وكالة الأخبار المستقلة، أحمد محمد المصطفى، على فيسبوك