كلمة إعلان انطلاقة حِراك طلائع التغيير من أجل موريتانيا

أحد, 11/28/2021 - 16:59

كَطرة كَطرة ايسيل الواد .. التغيير في ظل الاستقرار.

السلام عليكم ورحمة الله. 
أيها السادة، أيتها السيدات. 

يتنزّل حدث هذه الانطلاقة في سياق مهم جداً. وهو سياق الاحتفال بعيدِ استقلالنا الوطني الذي تحل غداً ذكراه. فذكرى الاحتفال بعيد الاستقلال عدا أنها فرصةٌ للنّظر في ما قطعنا من أشواط، على جميع المستويات، فهي أيضاً فرصةً لمراجعة مسارنا وتقويم الاعوجاجات. 

إنّ مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني هي مناسبة سياسيّة. فالطابع العمومي لحدث الاستقلال يفيدُ أنه يعنينا جميعاً ويرتبط به حاضرنا ومستقبلنا معاً، وأنّ تأثيره هو تأثير سياديّ ووجوديّ حتى. ومن ثمة فإن من شأن كون حدث الاستقلال، له هذا الطابع السياسي الواضح، أن يحفزّنا على ضرورة انتهاز فرصته لإعلانِ ميلاد حراك سياسيّ جديد. فكما أننا نأمل في كل ذكرى احتفال بعيد استقلالنا الوطني، نموّاً لبلدنا وازدهاراً له، فإننا في هذه الذكرى نأمل أن يكون لحراكنا السياسي الوليد دوراً فاعلاً في تحقيق ذلك الأمل. 

السادة الحضور، 

يتسمّى هذا الحراك باسم طلائع التغيير من أجل موريتاتيا. وهو حراكٌ يطمح إلى أن يكون فاعلاً في الساحة السياسية عن طريقِ خطابه المتسامي على الضحالة والدّاعي لتجاوز الحديّة في المواقف. والحراك، إذ سيعمل على ذلك، فإنه سيبني مقاربة ناجعة لقضايانا الوطنية يُسهم بها في النقاش العمومي. إنّ الحراك يحرص على ربط السياسة بالرؤية، والتبصّر، والنقاش، والتشاور، وبالمقابل يحرص على فكّ الارتباط بينها وبين الشارع، والعشوائية، والفوضى، والحساسياتِ الضيقة. 

على أنّ اسم الحراك الرئيس لا يكتملُ إلاّ بلازمته الفرعية التي حرصنا على وجودها فيه. وهذه اللازمة، التي هي معروضة أمامكم، توضّح تماماً أن الحراك يقوم على فكرة أساسية هي أنّ مسألة التغييرِ ما زالت راهنة، ومطلوبة، وقائمة، لكنّ بشروط. هذه الشروط، أولها أن تكون طلائع ذلك التغيير مسؤولة ووطنيّة، وثانياً أن تكون مقتنعة أن ذلك التغيير لا يمكن أن يكون إلاّ سلساً، هادئاً، متمرحلاً. 

بمعنى أن يكون تغييراً طويلَ النفس وبعيداً عن الهزات العنيفة. وإن هذا التصور للتغيير، كحاجة تاريخية، ليأخذ بعين الاعتبارِ أمن البلد والحفاظ على كيّانه بعين الاعتبار. ونحن اليوم، وبمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الوطنيّ، مدعوون جداً إلى أن نُحضر مسألة الحفاظ على كيان الوطن وأمنه في جميع تصوراتنا وممارساتنا العمومية. 

أيها السادة والسيدات، 

إن حراكنا حراكٌ داعم للرؤية السياسية الرسمية، ويجد نفسه، انطلاقا من تحليله للمهشد ومتطلباته، إلى جانب تلك الرؤية. لكنه حريصٌ على أن يكون دعمه لتلك الرؤية دعماً سياسياً  وطنياً ينطلق من عقلانية الموقف وصواب غايته. 

انطلاقاً من تصوّر شامل للوضع العام في البلاد، وما يحدث في إقليمنا من قلاقل وتصدعات وأزمات مُهدّدة، فإننا في حراك طلائع التغيير من أجل موريتانيا نعتقد أنّ العبء يقع ثقيلاً على جميع القوى السياسية الوطنية من أجل بلورة مواقف سياسية حكيمة تراعي خصوصية هذا الوضع وشروطه. ونحن، إذ نأمل أن تستجيب جميع القوى لتحدّي هذا العبء، فإننا نأمل أيضاً أن نكون في طليعة الاستجابة والتصدي له بنجاح. 

وبالله التوفيق 
والسلام عليكم ورحمة الله
عن حراك طلائع التغيير من أجل موريتانيا 
المنسق العام: أحمدو ولد أبيه