يصنع رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الاستاذ سيدي محمد ولد محم، الحدث بهدوء ودون ضجيج، في كل مرة يظهر أنه الأجود في النظام، والأكثر قدرة ـــ من بين الجميع ـــ على الدفاع عن إنجازات نظامه، وأن الموضوع بالنسبة له ليس مرتبطا بمنصب أو بصفة، بقدر ماهي قناعته في مسار سياسي ــ مهما أختلفنا معه أو حوله ـــ يعد الرجل من مداميكه الثابتة، وأهم عقوله التي تتحرك من أجل إستمراره. حين كان الرجل وزير الإعلام ــ وهذا دوره ــ وفي الوقت الذي كانت موجة الربيع العربي في مدها، ولاصوت يعلو صوت الثورة، وتصدير ثقافة الجنائز ومواكب الشهداء على رأي الوزير يومها، وقف الرجل بكل ثقة، في لحظة، أختفت فيها غالبية مؤسسات البلد، وكأن الجيمع في سكون يترقب بزوغ الفجر المحفوف بالقلق، ونجح ببراعة في تفكيك الطرح القائم، ونسف المعطيات التي على أساسها غذت المعارضة الشارع ورفعت الصوت برحيل النظام. وحين كان الخلاف مع الأشقاء في المغرب، والتطاول من طرف أمين عام حزب الاستقلال، وقف الرجل بكل ثقة وهدوء باسطا تعقيدات التاريخ والجغرافيا. واضعا النقاط على الحروف في علاقة مشتبكة متداخلة، وأنتهى الأمر بإعتذار المغرب الرسمي، وإبتلاع أمين عام حزب الاستقلال للسانه، قبل أن تبتلعه لاحقا مجاهيل المخزن المغربي، ويغيب عن المشهد السياسي للأبد . اليوم وبتغريدة لاتزيد على 140 حرف، سد ولد محم فراغ جهاز إعلام ضخم يعج بالموظفين وتصرف عليه الدولة المليارات، وطابور طويل من المستشارين الإعلاميين المتفرغين لمهام أخرى ليس من ضمنها الدفاع عن النظام طبعا، ونجح في إعادة الهدوء بعد الضجة التي احدثها كلام القيادي الحمساوي موسى ابو مرزوق، حول تصويت موريتانيا على رئاسة عنصر من العدو الصهيوني لمجلس حقوق الإنسان. كلام المسؤول الحمساوي، وجد ناقلين وموزعين في الشارع الموريتاني، لأسباب عدة منها الإيديلوجي والسياسي، وتسبب في حالة استياء وغضب من الموقف الموريتاني، حتى على مستوى أنصار النظام وداعميه، وتباينت مواقفهم من الحادثة، قبل تغريدة الاستاذ ولد محم التي نفت حصول الموضوع أصلا، وأكدت على تمسك النظام الموريتاني بموقفه من فلسطين، و موقف موريتانيا من العدو الإسرائيلي الثابت. والدائم مادام هناك عدوان واحتلال ولاجئون. حركة حماس وبعد الحرج الكبير الذي أوقعها فيه، موسى أبو مرزوق، لم تجدا بدا من الإعتذار، ولو ضمنيا، للشعب الموريتاني، وكان نص تغريدة الأستاذ ولد محم، هو بيان حركة حماس الرسمي، والممهور بتوقيع الناطق بإسمها الأستاذ سامي أبو زُهْري. فشكرا لرئيس حزب الإتحاد الأستاذ سيدي محمد ولد محم، وبرغم الخلاف معه ومع نظامه السياسي، في الكثير من الملفات المحلية، لايمكن إلا أن تقدر له براعته السياسية وتحترم له قدرته الفائقة على الدفاع عن قناعاته وعن مواقف نظامه السياسية، والأهم من بينها الموقف من فلسطين . الداه الناس ولد الشيخ انواكشوط بتاريخ 19/07/2018