بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين
توضيح من أسرة الزعيم أحمد ولد حرمة ولد ببانا
انتشرت في الساحة الوطنية خلال الايام الماضية صوتيات تتسم بقلة الاحترام وتفتقد للمصداقية حول بعض محطات نضال والدنا ووالد الشعب الموريتاني الزعيم أحمدُ ولد حرمة ولد ببانا رحمه الله تعالى، وتمثل هذه الصوتيات حلقة واحدة من مسلسل طويل من الإساءة والتحامل والطعن في إخلاص الوالد رحمه الله في الدفاع عن كرامة وحرية الشعب الموريتاني، والصفة الغالبة على هؤلاء هي طرح السؤال الذي طرحه قوم طالوت حين قدمه الله عليهم فقالوا: 《قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ》 فجاء جوابهم من الله تعالى بالقول: 《إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ》 صدق الله العظيم
وقد رأينا من الواجب علينا تجاه الرأي العام الوطني توضيح بعض النقاط المهمة.
1- لم يعرف عن الزعيم أحمد ولد حرمة ولد ببانا طيلة حياته أنه كان قبليا أوجهويا مع اعتزازه بانتمائه القبلي، بل كان زعيما وطنيا جمع حوله جميع مكونات الشعب الموريتاني من جميع الأعراق والجهات، ودافع بكل إباء وشموخ عن مصالح الجميع، وخاصة الفئات المستضعفة، كما شهدت بذلك الذاكرة الجمعية الموريتانية، شعرا ونثرا ومناصرة، وهذا ما دفع المستعمر الفرنسي لتصنيفه على رأس لائحة المناهضين لمشروعه التوسعي في المنطقة.
2- لم يعرف عن الزعيم أنه أساء إلى من أساء إليه، بل كان العفو والمسامحة سجيته وطبعه الذي لم يتبدل طيلة نضاله السياسي وفي حياته الخاصة، وكان من ثمرة هذا الخلق العظيم الذي خصه الله به أن جل من ناصبوه العداء أواختلفوا معه سياسيا وفدوا عليه إبان إقامته في مكة المكرمة، وبعد عودته إلى أرض الوطن، معتذرين عن مواقفهم السابقة ولقوا منه ترحيبا وسعة صدر وقبولا لعذرهم.
3- نحن كأبناء للزعيم أحمدو ولد حرمة عشنا طيلة العقود الماضية تحت نيران دعاية مغرضة مسمومة فاقدة للصدقية والحجية تبث من حولنا ويتطاير شررها علينا، فكنا نقابلها بالتجاهل والمسامحة ونرفض التعاطي مع أصحابها، -لا خوفا ولا طمعا- بل ترفعا عن النزول إلى مستوى لا نرضاه لأنفسنا.
4- رغم كل المعلومات الموثقة والكتابات العلمية والشهادات التي أثنى فيها الأعداء قبل الاصدقاء على شخص الزعيم وكفاحه ونضاله من أجل استقلال موريتانيا استقلالا حقيقيا، والتي جمعنا منها الكثير، ورغم كتابة الوالد رحمه الله لجميع يوميات حياته بدقة وبتفصيل قل نظيره، فقد التزمنا بعدم الخوض مع الخائضين في مستنقع الإساءة، ولم نتصرف خارج حدود اللباقة والأخلاق والاحترام الواجب علينا تجاه أنفسنا ووطننا ومجتمعنا.
5- ونعلن من خلال هذه السطور أننا لن ننساق خلف دعوات الجاهلية النتنة والعصبية والجهوية التي يحاول البعض -عفا الله عنا وعنهم- أن يجرنا إلى التعاطي معها بعدما صبرنا منذ ولادتنا على أديم هذه الارض الطيبة المباركة التي اختارها الله مأوى ومثوى لأجدادنا،ومقاما لنا ولأبنائنا، واختار الوالد رحمه الله الدفاع عنها بحياته وآثر أن يدفن في ثراها بعد وفاته. فمن زان لفظه وحسن فعله طاب أثره
《 للهِ الأِمرُ من قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ》
《وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ》
الدكتور عبد الرحمن ولد حرمة ولد ببانا
نواكشوط 08 شوال 1443 الموافق 09 مايو