رغم الشوائب العديدة التي شابت تقرير وزارة الداخلية من كل النواحي، المنهجية، البنيوية، والتركبية، والفنية عموما.. وعجز معديه عن التجرد في نقل المعلومة الصادقة والمحايدة، وما ميسم عملهم من عدم القدرة على القراءة التحليلية بناء على منطلقات علمية تعطيها الصدقية اللازمة، وتساعد في الاستفادة منها سياسيا واجتماعيا، في إطار التشخيص المعين على اتخاذ القرارات الصائبة التي يحتاجها الجهاز التنفيذي، سواء على مستوى التوجيه والتحكم، أو على مستوى الاختيار والمعيارية التفاضلية، التي تأخذ من القوي بالأقوى، وتستفيد من التوازنات في خلق الداعئم اللازمة لكسب التنافس سياسيا، دون خلق آثار صادمة، أو مشاحات صامتة لا تلبث أن تعصف بأسس البناء غير المنسجم للأغلبية..!
ولعل من اللافت في هذا السياق تقصير الجهات الإدارية في بذل الجهد المطلوب لإعطاء صورة ولو جزئية عن الخارطة السياسية التي تحدث عنها التقرير بجهل يوازي أو يفوق جهل المقررين بمستوى الانتشار والتوزيع الديمغرافي للمجموعات محل الدراسة والتقييم.
ولنأخذ كمثال على ذلك أهل "الحوظ"(مشظوف) وهي قبيلة لها امتدادت على طول وعرض خارطة "الحوظ" بمفهومه الواسع ورقعته الممتدة من مشارف "أفله" إلى حيث آدرار، وطول الشريط الحدودي مع الجارة الشرقية مالي مرورا بمنطقتي "كوش" الأبيض والأسود، ووصولا إلى "الظهر" وولاته،، وحتى مشارف "تشيت" وما تمثله المجموعة من كثافة ذاتية و وازنية في إطار التأثير الخاص، وعلى مستوى التحالفات حيث وجودها القوي ومكانتها المحفوظة تاريخيا وواقعيا، وبدون الخوض في كل التفاصيل والجزئيات المهمة والتي قد تأخذ من وقتنا الشيء الكثير سنكتفي في عجالة بذكر نماذج مصغرة لذلك التواجد وتلك القوة المؤثرة على الصعيدين التحالفي والذاتي للمجموعة، التي تتوزع حسب الجدول التالي؛ تمبدغة: وهي العاصمة السياسية لولاية الحوض الشرقي، وتضم تحالفات قوية وفاعلة من أهمها حلف الاتحاد، الذي كان يتزعمه الوزير الراحل المغفور له بإذن الله محمد ولد الليله، وهو الحلف الذي يضم شخصيات وازنة في مقدمتها عمدة حاس امهادي السيد سيد محمد ولد باب ، الذي يبسط نفوذه بلا منازع على بلدية من اكبر البلديات الريفية يقدر ناخبوها ب 6000 ناخب .
إلى جانب عمدة تمبدغة السيد أحمدو ولد المختار ولد لمحيميد سليل أسرة الإمارة الذي انضم لحلف الاتحاد قبل سنتين، ويحظي بشعبية وازنة وقوية تضم جميع فسيفساء المدينة الأم وقاد تمرد علي الحزب الحاكم وانتزع بجدارة عمدة البلدية وشخصية قوية ومفوه كما يحظي بقوة الشخصية .
وحلف آخر يقوده عمدة تمبدغة السابق اعل ولد الشيخ محمد لمين ونجل الزعيم الراحل القوي، الشيخ محمد لمين ولد سيد امحمد رحمه الله ،
حيث يقود اعل ولد الشيخ محمد لمين مجموعة مؤثرة في المقاطعة يصعب تجاوزها.
ومجموعة وازنة هي الأخري لها وجودها ويقود هذه المجموعة بمبله ولد جلفون شقيق الوزير السابق أحمدو ولد جلفون والتي تشكل هي الاخري تأثيرات قويا في المقاطعة المركزية تمبدغة.
دون أن ننسى التعريج على مجموعة لعبلات التي تتوزع بين كومبي صالح وبوصطيله، ممثلة في أهم أطرها: اولاد إعل ولد آوبك، أسرة الزعامة التقليدية لمايسمي ب لوليدية.
وكذا عمدة بوصطيلة، اسقير ولد حيمدون، وهو زعيم سياسي قوي في بلديته ورقم يصعب تجاوزه.. وعابدين ولد الزين، وهو شخصية سياسية لها حضورها القوي واحد قادة حلف الاتحاد، ويحظي بامتداد وازن في كل من بلديات الطويل، بوصطيلة و كومبي صالح، ومواقع أخرى تتواجد بها مجموعته الوازنة اولاد "الفاقي.
ويضم الحلف كذلك البو ولد خطوري، وهو نائب عن مقاطعة تمبدغة و شخصية سياسية لها حضورها القوي في المشهد السياسي في المقاطعة، وعدم ذكره أو محاولة تجاوزه إضافة لكونه مستحيلا وغير منصف هو مجازفة في حق مجموعته السياسية الوازنة.
لست هنا طبعا بحاجة القول إن مشظوف تمثل الغالبية العظمى لسكان مقاطعة تمبدغة أكثر من 90 في المئة.
أما مقاطعة جكني التي يشكل مشظوف نسبة 60 في المئة من سكانها، موزعون في مواقع ونقاط عدة من المقاطعة وتتم إدارتهم وتوجيههم سياسيا من طرف مجموعة من الأطرا والكوادر، من أبرزهم رئيس سلطة النقل الطرقي، الحسن ولد عوان، ونائب المقاطعة السيد محمد يحي ولد مختاري ولد سيد عالي..
كما يشكل مشظوف غالبية في مقاطعه انبيكت لحواش ممثلين في مجموعتي أهل سيد ولد محم، ولحمنات.
فيما يشكل "لحمنات" مشظوف نسبة 80% من سكان مقاطعة ولاته.
وفي آمرج وبعد استحداث مقاطعة عدل بكرو" أصبحت "مشظوف" ممثلة في أولاد ملوك" واجنابجة" تحتل الترتيب الثالث من حيث الكثافة السكانية والوازنية السياسية بعد "الطلابة" و أهل "الطالب مختار.
ويمكن في مجمل الحديث أن نختم بخلاصة أن تقرير وزارة الداخلية جانف الصواب، ولم يكن واقعيا في التقييم ولا موفقا في القراءة ولا في الفهم والتحليل، وأن أي قرارات أو اختيارت يتم بناؤها على ضوء ما تناوله من تهافت ستخلق من الضرر ما لايمكن تلافيه مع مرور الوقت.