
قرأتُ عشرات المرات مقال مفكرنا الكبير الاستاذ علي ﻣﺤﻤﺪ الشرفاء الحمادي والذي هو بعنوان (الصلاة على النبي) عليه السلام
فوجدت ان المفكر الحمادي يتسم بسعة الفكر ووضوح الطرح والعمق في المعنى فقد انتبه الى ان المسلمين اليوم لم يدركوا مقاصد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتي اتخذها المسلمون عادة متوارثة يرددونها بألسنتهم في كل مناسبة وفي كل وقت دون ان يكون لها رد ايجابي على أعمالهم ومعاملاتهم وسلوكياتهم واخلاقهم والسبب في ذلك راجع لفهم وتأويلات من يسميهم مفكرنا بشيوخ الدين ويطلق عليهم العوام لفظ العلماء يقول الاستاذ الحمادي (كما أوهمهم شيوخ الدين ومن يسمون بالعلماء بقولهم عن ثواب ترديد الصلاة على النبي هو الشفاعة يوم القيامة ) وقد رد الحمادي هذا الافتراء بالنصوص الصريحة من الذكر الحكيم .
وعرج الحمادي في كلمات يسيرة مملوءة بالمعاني الجليلة لمعنى قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )( 56 ) الاحزاب
بأن هذا خبر من السماء يبلغ الله المسلمين بأنه سبحانه يرفع من قدر النبي ومكانته فهو حبيب الحق وسيد الخلق وصاحب الرسالة والنور المبين .
وأما قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
فهذا امر من الله حين نزلت الرسالة بالصلاة على النبي عليه السلام بالتواصل معه بما نطق به لسانه من ايات الذكر الحكيم واتباع رسالته والتسليم بما بلغهم به في القران العظيم .
وقد بين الحمادي بأن الصلاة على النبي عليه السلام ينبغي أن تكون أبعد من المتعارف عليه اليوم والمتوارث جيلا بعد جيل بل تكون بمحبته وطاعته فيما جاء به والنهي عما جاء بالنهي عنه في ايات القران الحكيم .