ان الشعور بالمرارة الفجيعة وفداحة الخطب ’ يزداد علي الزمن عمقه وإتساعه وامتداده كلما كانت شخصية الفقيد عميقة للالتصاق بالمجتمع واسعة الاتصال بأفاق الحياة ممتدة الجنبات في رحاب الشهامة , والفقيد الراحل من هذا الطراز الإنساني الرفيع كلي النظرة قوي الإحاطة والشمول متعدد الجوانب متشعب المواهب رائد في الطليعة.
حمل زنده راية الكرم والسخاء والتواضع ردحا طويلا من الزمن، فلم يضعف الساعد وبقيت راية المحاسن والشهامة خفاقة تزاحم النجوم زكان في ذلك كله عزمة لا تسعها قدرة وشعاعا لا يحصره أفق وحيوية مؤمنة دافقة صمدت في وجه الشدة حتي خجلت الشدة ذاتها من الصمود.
لقد رحل الفقيد الكبير كما يرحل الفارس من قلب المعركة، كبرياء النصر في عينيه ووهج العقيدة المؤمنة يعمر في جنبيه، والله ما بقيت مزنة طيبة عطرة من سحائب رياض الفيحاء الا رجت أن يضمخ بها جثمانه ويندي بها ضريحه .
ومن هنا كان مأتم الفقيد عثمان ولد المختار ولد أحمد عثمان الملقب إجه مأتم البلاد جمعاء ويوم ذكراه نكل الامة جمعاء.
وأخيرا ... فوق كل هذا وذاك اذكروا رجلا سار في مقدمة الرعيل الأول حيث المسالك وعرة والعقبات في وجه المصلحين أكثر من أن تحصي فما لوي عنان جواه يمنة ولا يسرة و لا أرتد منهوكا من المقدمة الي المؤخرة بل ظل شهما كريما طيبا طيلة حياته ضميرا حرا لا يسخر وجبينا عاليا لا يعفر .
رحم الله تعالي الفقيد فقيد أركيبه عثمان إبن أبيه آخر رموز العز والفضل والشهامة حيث دماثة الخلق والتواضع ورجاحة العقل فهو أحد أكابر و ساده أركيبة وهو سليل أسرة الزعامة والقيادة لشراتيت عاش الرجل كريما ورحل كريما.