الاخبار ميديا / مساء يوم الأحد أي اليوم باشرت تصفح هاتفي وكالعادة كانت أولُ زيارة ل :موريتانيا الآن ’ بدأت أقرأ صامتا فلفت انتباهي العنوان :رسالة مؤثرة من فتاة فقدت أباها في حادث سير منذ ثمانية سنوات وشقيقها أمس المتخرج من تونس -تستحق القراءة –
بدأت قراءة تفاصيل الرسالة وكلما استرسلت انتابني كدر لا يوصف ودهشة عجيبة كان الأخ القادم من تونس قد اتصل يُطمئِن علي وضعه
في مطار نواكشوط واتصل من وسط الطريق يخبر أنه لديه هدية لأخته .
وقد ازداد فرحُ الأهل عندما علموا أن الابن نزل علي الأرض من رحلة الجو وأنه بالفعل بدأ سفره إليهم برا .
كان الأخ يرد علي الهاتف لكنه هذه المرة ردّ مكانه دركيٌّ فيما يبدو قد عطف علي زينب فجحد عنها بعض الخبر وأنبأ عن بعضه(أخوكم في المستشفي ) .
كم كان مستوصف بتلميت علي موعد مع أخبار موت الأقارب والأبناء والأصدقاء والأحبّة ..
لم تخبر زينب رئيس الجمهورية بما أصابها فقط ولم تطلب ما يُعينُها علي نوائب الدّهر بل تفطّنت إلي أنه يجب فعل شي ء حتى لا يلاقي آخرون نفس الوجع الذي عانت .
إن افتراض زينب لوقوع حوادث مماثلة وتخيُّلَها ما يترتب عليه أمر في منتهي الإنسانية والصدق العاطفي .
إن ما توقعت هذه الفتاة كائن لا محالة بل سيكون في كل أسبوع وفي كل شهر وهذا سرّ فزعها من قابل الأيام
وددت لو لم أقرأ هذه الرسالة ,فهي لا تعنيني لكنه حبُّ الاطلاع وفعلُ العنوان بالقرّاء .
لا تبحث هذه البنتُ عن حلول فأحزانها لا تحتاج حلولا بعدما وضعت كلَ أحلامها في أخيها بعد والدها و لم تكن تعلم أن مصيرهما متَّحِدٌ تماما كعدم معرفة البنت الصغيرة بأن هديتها لن تصلها .
لا أجحد عنكم بكائي عندما وصلت الفقرة التي فيها خاطب الدَركي البنت وتذكرت الهدية البريئة التي حمل أحمد لأخته وظن أنه سيسلمها إيّاها .
لا تربطني قرابةٌ بزينب ولا أعلم شيئا عن قريتها لكني و من دون تخطيط مسبَّقٍ اتحدت معها في الإحساس إن لم يكن ما عانيت من خلال القصة أكبر.
فهل عانيتم مثلي عند قراءتكم هذه القصة أم أن قلوبكم كقلب الصخرة الصّمَاء ؟
أعلم أن الحوادث كثيرة لكن أن تكاتب الرئيسَ بغرض فعل شيء كي لا يُعاني آخرون أمر في غاية الروعة .
إن رئيس الجمهورية بقدر ما هو مطالب بقوة الشخصية والحزم في الأمور مطالب أيضا بالتعامل مع الأحداث ومع ما يصله من الرسائل ومن بينها هذه.
فليحمد اللهَ كلُّ من ليس برئيس لا يشكو إليه الناسُ أمورهم ومصاعب حياتهم .
وطلبي إلى الجميع أن إذا مسّكم سوء مشابهٌ فاكتموه ولا تعذبوا به أصحاب النفوس التي تقدّر الرّوح البشرية وتعلم أنها حريّةٌ بالعطف والعناية .
آمل أن لا يقودَني من بعد حبُّ الاطلاع فأقع علي رسالة من نفس الصنف بعدما علمت أن العناوين خدّاعة .
أدام الله عافيته علي الجميع ...