
المهندس محمد ولد ويسات الحاصل على :
-البكالوريا العلمية 1976
-خريج المدرسة الوطنية للصناعة والمعادن في الرباط سنة 1981
-والحاصل على دكتوراه سلك ثالث من جامعة نيس الفرنسية.
عمل تسعا وثلاثين سنة في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ( اسنيم ) والتي غادرها مخلفا وراءه تاريخا تليدا حافلا بالعطاء والتميز وتمثل ذلك العطاء البارز في اكتشافه لمنجم TO14 سنة 1991 والذي أطلق عليه آنذاك منجم ويسات .
أما التميز فيتجلى في بحوثه العلمية القيمة المتعلقة بمناجم :(المهودات. كلب الغين - تیزرقاف )والتي استحق بها وسامين الاستحقاق الوطني من درجة فارس في مجال البحث والتنقيب ( 1988-2010 ) .
بالإضافة إلى إعلانه عن مؤشرات جيدة للذهب في منجم تازيازت قبل اكتشافه ليلقب بذلك من بكولومبًوس المعادن .
عين الدكتور من طرف شركة اسنيم مديرا للشركة الموريتانية السعودية للحديد والصلب ( تكامل ) لكن ذلك التعيين لم يدم إلا ثلاث سنوات .ليحال الرجل إلى التقاعد ولتخسر الشركتان دماغا بشريا عارفا بأسرار عالم الجبال ...
وفي فترته الوجيزة التي قضاها على هرم شركة تكامل أصبحت الشركة منافسا قويا يحسب لها حسابها من بين الشركات العالمية في مجال التعدين واتضح ذاك بعد المشاركة في منتدى التعدين بلندن ونيل جائزة Platts Global Metals في الريادة الصناعية في فئة تعدين المواد الخام 2016. حيث احتلت بجدارة واستحقاق رتبة متفوقة في التصنيف من بين أكثر من 100 شركة عالمية .
تقاعد كولومبوس المعادن ويسات كما يلقبه البعض بعد قرابة الأربعين عاما من التفاني في خدمة الوطن ،لكن إدارة اسنيم لم تنتبه أنها لاتحيل شخصا عاديا إلى التقاعد ،وأنها تتجاهل متخصصا متمكنا في مجاله ..!!!
فلم تقدم الشركة الموريتانية اسنيم أي اعتبار للدكتور ويسات ولم تطلب منه استشارة قط ولا تقديم رأي في معضلات المناجم الكثيرة ،أما شركة تكامل فما إن ترجل عن رأسها الدكتور ويسات حتى فقدت الطريق إلى النجاح وبدأت في إقالة عمالها واحدا تلو الآخر ..!!
أما الدكتور ويسات فقد غادر بخرائطه وخبراته إلى افريقيا بعد أن استعانت به شركة أجنبية تمارس التنقيب عن المعادن في افريقيا وهو الآن يشرف على عملها بالنيجر ومن المتوقع أن يحط في ليبيريا وغينيا كوناكري بحثا عن المعادن النائمة في أعماق الأرض ..!!!
وبهذا تستمر قوافل العقول والأدمغة الوطنية في النزوح متّـجهة ناحية الشمال والغرب، فيما عُرف باسم هجرة العقول التي تعطي مَـن يملك الكثير، خصماً ممّـن لا يملك إلا القليل، بفعل جاذبية الحياة الأفضل والإمكانات الأكبر والشُّـهرة العالمية الواسعة"
فلماذا تتجاهل الدولة الموريتانية مثل هذه الكفاءات التي لايمكن التشكيك إطلاقا فيما تزخر به من خبرات .؟