الاخبار ميديا / الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد فقد اطلعت على الوثيقة المزوة التي نشرها موقع "الوئام" المحترم والتي زعم مزورها- كذبا ومينا- أن معدة من قبل مرشحي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأنهم يطالبون من خلالها بتحويلي عن المقاطعة، ويصفونني بالتحيز والتقصير في أداء العمل خاصة ما يتعلق بالإحصاء...
وفي هذا السياق يطيب لي أن أطلع القراء الكرام على الأمور التالية:
أولا: أن ما جرى معي مجرد تحويل من لجنة مقاطعية إلى عضوية لجنة جهوية وهو أمر يمكن أن يتعرض له أي موظف، ولست كبير الاهتمام بالبحث عن أسبابه... وأشكر بالمناسبة السيد محمد فال بن بلال رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الذي استقبلني في مكتبه وشكرني على حسن الأداء والحياد والصرامة التي تحليت بها كما عبر لي عن ثقته المطلقة بي شكر الله سعيه وأعاننا وإياه... وأعلم أنه انطلق في قراره من مسوغات موضوعية والشاهد يرى ما لا يراه الغائب...
ثانيا: أنني لم أكن أرغب في التعاطي الإعلامي مع هذا الموضوع ولولا تهور بعض النافذين وإشاعاتهم المغرضة، التي نشروا في المدينة منذ اسبوع أنهم سيسعون لتحويلي لما كان له أن يصل إلى الإعلام ولكن تهور أولئك أدى إلى ردة فعل من قبل بعض الأطراف السياسية تسببت في وصول الموضوع إلى الإعلام ولهم كامل الحق في ذلك والظالم أحق أن يحمل عليه...
ثالثا: أن الوثيقة التي نشر موقع الوئام مزورة ومكذوبة وأن من افتراها ممن يصدق عليه قوله صلوات الله وسلامه عليه: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" فهذا المفتري عمد إلى تزوير هذه الوثيقة وزور تواقيع مرشحي الاتحاد من اجل الجمهورية وهم رجال أحترمهم وأجلهم؛ وقد اتصلت بجماعة منهم فنفوا علمهم بهذه الوثيقة وأكدوا أنهم لك يعلموا بها أصلا أحرى أن يوقعوها ! والسادة الذين اتصلت بهم هم:
١- أحمد بن محمد الحافظ بن أبنو مرشح الحزب في بلدية علب آدرس
٢- محمد الأمين بن محمد السالك بن ادي مرشح الحزب لبلدية "النباغية" حرسها الله
٣- الهادي سليمان مرشح الحزب لبلدية آجوير
٤- إسحاق بن أحمد مسكة مرشح الحزب للنيابيات
٥- محمد سالم بن الشيخ محمد فال بن الشيخ سيدي محمد مرشح الحزب لبلدية الميسر
٦- مرشح الحزب في بلدية تنغدج
وقد تبرأ هؤلاء جميعا من الوثيقة واتصل بعضهم -معمدة علب آدرس والميسر - بالموقع المذكور مكذبا لما نشر وعبروا جميعا عن شكرهم للجنة ورضاهم عن أداء رئيسها. وعموما فمخايل التزوير واضحة على هذه الوثيقة والتوقيعات بخط شخص واحد كما لا يخفى على من قرأها والوثيقة غير مؤرخة ولا تحمل أي رأسية...
رابعا: أن عملية الإحصاء الانتخابي التي أشرفت عليها في مقاطعة بوتلميت شهد لها الجميع بالنزاهة والشمولية وخير دليل على ذلك أن عدد المسجلين بلغ 40132 وهو أقصى رقم بلغه عدد المسجلين في المنطقة... زيادة 6000 مسجل على عدد مسجلي اللائحة السابقة وهو 34000 وهي حصيلة ما كان لها أن تقع لولا الجهود المضنية التي بذلتها اللجنة والتنسيق المحكم مع الفاعلين السياسيين ومع الإدارة وهذا ما عبر عنه حاكم المقاطعة في تقريره الذي أعده عن عملية الإحصاء وأطلعني عليه وهو الآن بين يدي وزير الداخلية فبالله عليكم أين التقصير المزعوم ؟!.
خامسا: أن مقاطعة بوتلميت هي أول مقاطعة في الداخل الموريتاني افتتحت فيها مراكز الإحصاء وذلك يوم 30 يونيو متقدما على سائر المقاطعات التي افتتح فيها الإحصاء ابتداء من يوم 4 يوليو ويشهد جميع الفاعلين السياسيين على أن اللجنة ظلت على اتصال دائم معهم وأنها خططت لإيصال العداد إلى جميع المناطق والقرى القريبة والنائية وهو ما وقع بالفعل. وأتحدى من يثبت أني رفضت طلبا واحدا من طلبات التنقل في الاحصاء التي كانت تصلني، كما يشهد رئيس اللجنة الجهوية بلكوارب ومنسق الإحصاء ووالي الولاية أني طالبت رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في رسالة رسمية بزيادة العدادة المخصصين للمقاطعة لتمكنوا من مواكبة العمل بالمقاطعة...
سادسا: لقد اتهمني مزور الوثيقة بالتحيز والانتماء لحزب معارض... وهو شرف لا أدعيه وتهمة ساقطة لا تسمع خاصة بعدما سمح المشرع الموريتاني لبعض الناشطين السياسيين بالعمل في اللجنة ونحن نعلم أن نائب رئيسها السيد عثمان بن بيجل وأن رئيسها سعادة السفير محمد فال بن بلال؛ ولكل منهما ماض سياسي مشهود:
أحرام على بلابله الدو***ح حلال للطير من كل جنس
هذا لو صحت تلك التهمة وهي غير صحيحة طبعا...
سابعا: بخصوص قضية البلد الأمين التي كانت وراء هذه الزوبعة فالله يعلم أني لما قدمت إلى بوتلميت بعثت أحد العدادة إلى قرية "البلد الأمين" يغية افتتاح مركز للإحصاء هنالك، وذلك نظرا لأن بها مكتبي تصويت مكتظين وليكون ذلك المركز أقرب الى القرى والحواضر الواقعة في جنوب البلدية مثل: العدالة والخظر واوحيت والغام الجنوبي وغيرها... ولما وصل العداد إلى القرية أخبره تلامذة الشيخ سيدي محمد الملقب الفخامة - حفظه الله وهدانا وإياه- أنه غير مرحب به وأنه لا له مقام له هنالك لان الشيخ لم يأذن لهم في استقباله ولم يكلمهم في الموضوع! وقد قمنا بتحويل هذا المركز إلى قرية "إيجناون" ثم اتصلت بعد ذلك بجماعة من أفراد أسرة الفضل والشرف آل الشيخ سيدي -رحم الله سلفنا وسلفهم في الخلف وأخلف عليه بخير خلف- بما جرى ومنهم: أخي وصديقي الأستاذ الباحث أحمد بن هارون وأخوه سليمان ومنهم أخي أحمد بن الداه بن يعقوب الذي اتصل بابن الشيخ وأخبره بالموضوع وممن أخبرته بالموضوع كذلك أخي وأستاذي محمدن بن سيدي بن أحمدناه (بدن) وقد أبلغته رغبتي في اطلاع الشيخ الفخامة -حفظه الله وهدانا وإياه- وأخبرني أنه أبلغ أحد المقربين منه وهو الوزير محمد بن الشيخ سيدي الأمين العام لرئاسة الجمهورية بالأمر... وكل هذا رغبة مني في ان يتمكن الشيخ من إحصاء أهل قريته وهو أمر فعلته مع سائر الوجهاء والناشطين السياسيين كما يشهد به القاصي والداني ومعروف أن التحسيس جزء أساسي من عمل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات...
ثم إن الشيخ سيدي محمد الملقب الفخامة - حفظه الله وعافانا وإياه- تكاسل عن الإحصاء حتى آخر وقت حيث طلب منا إيفاد العداد إليه قبل نهاية الإحصاء بأيام معدودة وكانت له طلبات ومساع معروفة شكا منها خصومه:
وكان ما كان مما لست أذكره *** فظن ظنا ولا تسأل عن الخبر !
ويعلم الشيخ سيدي محمد وسائر المحيطين به أنا سعينا لتوفير الإحصاءلهم، وانه عندما اتصل بي وأخبرني أن هناك من يتحرش بتلامذته اتصلت بالحاكم وقائد الدرك وطلبت منهم وأن مراقبتنا لعمل العداد هناك لم يكن هدفها إلا إحقاق الحق والوقوف في وجه تلك الأمور وأن العداد بقي معهم إلى تمام الساعة 00:00 يوم 31 يونيو نهاية الإحصاء.
كما يشهد الشيخ ويشهد حاكم المقاطعة أني رددت طلبات الطرف المناوئ له لأنها غير قانونية وأهمها أن يكون لهم ممثل يراقب العمل في مركز الإحصاء فاخبرتهم أن هذا من اختصاص اللجنة وليس من اختصاصهم واتصل بي مشايخ ووجهاء وراسلني بعض رؤساء الأحزاب في ذلك ولم أصغ لهم سمعا بل اوضحت لهم أن ذلك غير وارد...
ولئن كان في هذا الأمر ما يمكن أن آسى عليه فهو أن تكون هذه الضجة مثارة أولا من قبل شيخ وعالم محترم وأحد أبنلء الشيخ سيدي -والله يعلم ما أكنه من حب وتقدير، لأهل العلم والفضل عموما ولأسرة آل الشيخ سيدي الكريمة وهو امر يشهد به القاصي والداني وعلاقتي بهم كبارا صفارا معروفة... لكني كما يقول المثل الحساني: " أحب بحبك ولا أبغض ببغضك" وتلك لعمري علاقة تالدة وطارفة ورثتها عن أهلي وأسلافي ومشايخي وقد تحدث العلامة هارون بن باب في كتاب الأخبار عن العلاقة والمحبة التي ربطت جدي العلامة الورع الشيخ محمد بن سيدي بمحيي السنة الشيخ سيدي باب رحمة الله عليهم ورضوانه ولكن كما قال الشاعر:
أبى الدهر إلا أن يكون مروعا *** بجلب الذي يخشى الفتى وهو ينظر
إذا ما توقى جانب الروع جاءه *** من الجانب المأمون ما كان يحذر
وقال الآخر:
قد خُنتِ من لم يكن يخشى خيانتكم *** ما كنتِ أول موثوق به خانا
وقد قلت لبعض من كلمني في الموضوع وحاول استعطافي وترغيبي: إني لا أريد إلا إنجاز عمل شفاف أرضي به الله سبحانه وأبر به قسمي...وإني لا أريد جزاء ولا شكورا من أحد ولا أرغب في تعيين ولا أخشى إقالة ولا تحويلا:
ولست بمبتاع الحياة بسبة *** ولا مرتق من خشية (العزل) سلما
وأن لسان حالي في كل ذلك:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب
***عني ولا أنت في الضراء تكفيني
فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي *** فإن ذلك مما ليس يشجيني
إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها *** إن كان أغناك عني سوف يغنيني !
وبعد فنحن في زمن الخداع والمكر الذي وعدنا به الصادق المصدوق صلوات الله عليه حين قال: " إن بين يدي الساعة سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون الأمين"
هذا ولا ينقضي عجبي من مزور الوثيقة المزورة حيث اخترع لها عنوانا جذابا "كشف المستور"! ولو كشفت المستور حقا لكان الأمر طما قال الشاعر:
فإن أبيتم مقالي اليوم فاعترفوا*** أن سوف تلقون (أمرا) ظاهر العار
لترجعن أحاديثا ملعنة *** لهو المقيم ولهو المدلج الساري !
ورحم الله الشيخ سيدي عبد.الله بن محمد بن القاضي العلوي صاحب القصيدة الطنانة التي مطلعها:
سقى دمن الحي الحيا المتفائض *** وفي وجهه برق من البشر وامض...