تحترمكم العقول لاحترامكم للأصول، ولأنكم حافظتم على ثيابكم نظيفة، ناصعة البياض من أدران العشرية، وظننا بكم؛ أن لن تدنسوا حلة كساكم بها من ربياكم، وطرزتها تربية حسنة لوالديكم، وشعشعتموها بطيب العلم في مسيرة البحث إلى الدكتوراه.
سيدي الدكتور؛ تنزلون للميدان وهو غير مسوى، فلا يشغلكم تهريج المهرجين عن مطبات الطريق، وقد عهد إليكم بتسوية أرضية الاصلاح، وانتم مسؤولون أمام الله غدا وأمام التاريخ الذي يكتب بمداد الحقيقة، لا بما يمليه المبطلون المتآمرون، الذين أوقعوا بمن قبل ولد الشيخ الغزواني، وينشطون في الساحة الآن، ليلبسوا على الصادقين دينهم، وليحيدوا بهم عن محجة البناء القويم.
سيدي الدكتور: قبل أن تستمع إلى المبطِلِين في زيارة جكني؛ انتبه لأمر الله، ولاحظ أثر من سيسعون إلى حجبك عن العامة في المباني، لاحظ الوجوه المغبرة، لاحظ الدور الطينية، انزل عن الطريق المنتهي قبل وسط المدينة، حاول ان تشرب من قربة أو برميل، في ديار العامة من أهل المدينة، انتبه في آخر اليوم إلى من يستخدم الحمير للخروج من المديمة إلى الأرياف القريبة.
سيدي الدكتور؛ لاحظوا لائحة من يمثِلون ويمثَلون في المدينة، لاحظ تطابق الأسماء في ثلاث أو أربع عائلات، وانتبه إلى تطابقها في إدارة الشأن العام، وفي الوظائف العامة، وانتبه إلى تناسب ذلك مع اللائحة الانتخابات والمسجلين عليها؛ لتستجلي الخلل.
سيدي الدكتور؛ إياكم أن تقفوا بين يدي الله غدا في خصومه مع السيد الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني: فيقول؛ استعملته واستأمنته، وجعلته نائبا عني في هذه الأمانة، وخانني.
سيدي الدكتور : تزورون المدينة بين يدي استحقاقات، نشر قبلها تقرير للداخلية جانب الصواب، وإنني لمخبركم -وربما كنتم في غنى عن ذلك- إن الأطر الحديثة تختلف عن ما كان عليه الحال في غابر الأيام، وإن الناس قد تحررت بعض الشيء من قبضة التدجين، ومن التبعية العمياء هناك، ولا داعي لأن يقال لكم إن لكل مجموعة بدل الرأس عشرا، وللحلف بدل القائد قادة، والمجموعة بدل الشيخ شيوخا؛ فلا يستغفلكم المبطلون.
سيدي الدكتور: رسالة ناصح مشفق، أمين على ما يقول، لا يعرفكم إلا من خلال متابعة الشأن العام، ولا تعرفونه لهامشيته في نظر قومه، فخذ النصح من مبكيك لا من مضحكك، كما يقال في المثل الدارج.
تأملات عاطل