مكتب كوكي مجرد انطباع.....

سبت, 12/10/2022 - 09:53

زرت ذات مرة معبر "كوكي" الواقع غير بعيد من الحدود الموريتانية المالية، كانت غايتي من الزيارة رصد بعض الأنشطة في هذا المعبر الحدودي المهم  والخروج ببعض الملاحظات، سواء تعلق الأمر بحركة العبور ونشاط العابرين، أو تعلق الأمر بأداء أجهزة الرقابة ودوائر الدولة هناك..
وكعادة أي مهتم أو راصد لتلك الملاحظات، لابد أن يحط الرحال بمركز الجمارك، ليس لأنه الجهة الرسمية الوحيدة بالمنطقة، وليس لحصرية المسؤولية الأمنية والرقابية عليه، بل لكونه أول نقطة ضوء في خارطة اهتام الجهاز الرقابي الإقتصادي والأمني عموما في حماية المنتج المحلي وصيانة الماركات الوطنية من المنافسة غير المتكافئة..وكونه زيادة على ذلك أول لقطة ترتسم في ذهن العابر، سلبا أو ايجابا، وترافقه في وعاء ذاكرته عبر طريق الطويل.. ثم لأن تعامل الجمارك يعطي الانطباع عن نضج الشعوب والدول ومدى تعاونها الاقتصادي و ما تقدمه من محفزات تساعد في استدراج المستثمرين، وتسهل حركة التبادل التجاري بين البلدان..
ورغم رفض رئيس مكتب الجمارك بمعبر كوكي المفتش محمد/ محمدالمصطفي/ عالي عبدي، إجراء حوار معي وتمنعه بواجب التحفظ، وربما عدم قناعته بما يقوم به الإعلام من عمل، مع وجود بعض المآخذ الشخصية لديه حول التصنيف الصحفي، مآخذ لم يعبر عنها لكن لا يصعب فهمها من خلال حديثه الممانع..!
غير أنني و للأمانة استطعت الخروج بملاحظات أعتبرها مهمة، وتحتاج إلى تشجيع وفهم عميق، وهي ملاحظات سجلتها خلال أحاديث متفرقة مع بعض العابرين والتجار والناقلين وبعض الموردين..
ولعل من أهمها عموما:

 - التساهل من غير تفريط في تخفيف جمركة بعض المواد الموجهة للاستهلاك وغير المنافسة للمنتج المحلي.

- غض الطرف عن الحمولة البسيطة التي لا تشكل جمركتها كبير فرق من حيث المردودية، وجعلها ضمن دائرة المحفزات التي تساعد في رفع قيمة التبادل التجاري وتنعش الاقتصاد المحلي، وتحل بعض مشاكل القرى الحدودية.

- اتفاق معظم من التقيتهم على صرامة المكتب في تطابق التصاريح مع الحمولة واعتبار التصاريح أهم قاعدة للتعاون.

- تفاجئي من أن الشاحنات تفتش في الشارع، ولاتستطيع بلوغ محشرها خلف المكتب لعدم سلامة المهبط المؤدي إليه وخطورة انزلاق الشاحنات.

أما انطباعي الشخصي حول رئيس المكتب فقد كان شخصا مثقفا ومهذبا لا يخلو من حدة طبع من غير عدائية، مؤمن بعمله محب لوطنه، أديب وكاتب، ورجل فكر، صادق في غاياته وشهم في مقاصده..يمزج بين ثقافة الجنوب وروح الشرق و ذكاء الشمال..
 لكنه يكرهنا معشر البيشمكرة سهل الله أمرنا معه.
مانقلته هنا مجرد انطباع وسأعود للموضوع بشيء من التفصيل لاحقا بحول الله.