مختار ولد أقويزي، شاب حملته وطنيته و إنسانيته، أو شفقته على التوجه لعمل الخير، وبسط يد المعروف للفقراء والمنهكين من أبناء هذا الشعب المغبون، فأسس جمعية "الحسنى" الخيرية، وباشر تقديم بعض الإعانات للمحتاجين، فاستطاع رسم البسمة على شفاههم و أراحهم ولو جزئيا من بعض همومهم و وفر لهم بعض الاحتياجات التي تساعدهم على عبور جدار المأساة الذي بناه الآخرون بينهم وبين حقوقهم..!
مختار شاب لاحظ الهوة السحيقة بين الفقراء والأغنياء وانشغال الطبقة المخملية عن معاناة المحرومين والمنهكين، فحاول جهده وسخر وقته وإمكاناته وشبابه عساه يعين محتاجا أو يساعد مريضا أو يخفف على مكلوم أو يطعم يتيما وجائعا في زمن المسغبة الأخلاقية..
ولد أقويزي، شاب ورث المروءة و رضع التضحية والإثار، فكانت تربيته الفاضلة سهما يوجه سلوكه وخيريته الفطرية سلما للعبور نحو الاحسان..
مختار شاب طيب وودود تربطه علاقات حسنة بجهات عديدة منها ماهو محلي وطني ومنها ماهو دولي، استطاع بفعل ذكائه وحسن إدارته لتكل العلاقات أن يتنزع لقمة لجياع أو أغطية لبسطاء أو أمولا تساعد معدمين ومتعبين نسيهم الساسة و أهل المال والثراء فحنى عليهم مختار وعاش معهم همهم وقاسمهم كسرة خبزه بعد أن أحس حزنهم وألمهم، فلماذا التحامل عليه؟!
البخلاء لايحبون الكرماء، و أهل السوء يكرهون فعل الخير.. لكن الخيرين سينتصرون بحسن نياتهم وطيب فعالهم، وسيتألق مختار ويبقى مرفوع الرأس شامخ الهامة عالي الهمة، مابقي الخير في القلوب، وستبقى "الحسنى" مادام للاحسان معنى..
وستبقى دعوات الفقراء جسرا آمنا لعبور الخيرين.
