الاخبار ميدديا / وضع رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، صباح اليوم الأربعاء غربي مدينة كيفه الحجر الأساس لمشروع تزويد هذه المدينة ذات الكثافة السكانية المعتبرة بالماء الصالح للشرب انطلاقا من منطقة "نكط " 25 كيلومترا غربي المدينة.
و قطع رئيس الجمهورية الشريط الرمزي إيذانا ببدء العمل في هذا المشروع الهام قبل أن يزيح الستار عن اللوحة التذكارية المخلدة له.
و اطلع رئيس الجمهورية على البيانات التوضيحية للمشروع واستمع إلى شروح حول تفاصيل العمل فيه ومراحله وانعكاساته الايجابية على حل مشكلة العطش التي عانت منها هذه المدينة منذ الاستقلال.
وقد بدأت الأشغال في مشروع تزويد مدينة كيفه بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من 16 بئرا ارتوازية في منطقة "نكط" بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 مترا مكعبا للساعة وسيتم ربطها بمحطة معالجة ومنها إلى مرحلة الضخ في خزان سعته 200 متر مكعب ومنه ستضخ عبر أنابيب مختلفة الأقطار حتى خزان دبي الرئيسي عند مدخل المدينة الذي تبلغ سعته 200 متر مكعب ليتم ربطها بعد ذلك بشبكة مياه المدينة.
وقد بلغت التكلفة المالية للمشروع الذي تستمر الأشغال فيه ستة أشهر وتنفذه الهندسة العسكرية 125 مليون أوقية جديدة على نفقة ميزانية الدولة.
و سترتفع قدرة استهلاك مدينة كيفه بعد إنجاز هذا المشروع من 1245 طنا من الماء إلى 3600 طن لليوم.
وأوضح وزير المياه والصرف الصحي السيد يحيى ولد عبد الدائم في كلمة بالمناسبة أن وضع الحجر الأساس لمشروع تعزيز إنتاج شبكة المياه الصالحة للشرب في مدينة كيفه انطلاقا من حقل نكط، سيضاعف من إنتاج المياه في هذه المنطقة التي تعاني نقصا ملحوظا في المياه الصالحة للشرب.
و أشار إلى إنه من حسن الطالع أن يبدأ هذا المشروع في الوقت الذي تنطلق فيه مشاريع هامة لتحسين النفاذ إلى خدمات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي.
وقال إنه تم انجاز ما يربو على 1100 شبكة مائية و650 بئرا مجهزة لصالح ما يقارب مليون ومائتي ألف نسمة مما رفع من نسبة النفاذ إلى الماء الصالح للشرب من 44% سنة 2008 إلى أكثر من 70% سنة 2018، وارتفعت في نفس الفترة نسبة تغطية خدمات الصرف الصحي من %20 إلى 65%، مبرزا أن الشعب الموريتاني يعتز بهذه المكاسب الهامة وغيرها والتي هي نتاج رؤية تنموية ثاقبة طالت جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرت وجه البلاد في فترة وجيزة وعادت بالأثر الايجابي الملموس على الطبقات الهشة التي ظلت دائما في صلب اهتمامات برامج العمل الحكومي.
وقال إن مدينة كيفه ظلت ومنذ نشأتها تواجه شحا حادا في المياه تفاقمه المعطيات الجيولوجية والهيدروجيولوجية للمنطقة في المياه الجوفية المتاحة التي ظلت مرتبطة بصفة مباشرة بالتساقطات المطرية التي تقلصت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
وقال وزير المياه والصرف الصحي إن الحكومة و لمواجهة هذه الوضعية الملحة بادرت بانجاز دراسات هيدروجيولوجية وجيوفيزيائية أفضت إلى تبني برنامج استعجالي لتغطية هذا العجز من خلال تعبئة موارد مائية جديدة في حقل نكط وهو ما سيمكن من زيادة الإنتاج ب 2400 متر مكعب يوميا.
وكانت عمدة بلدية لكران السيدة العاليه بنت منكوس قد ألقت كلمة ترحيبية نيابة عن سكان بلدية لكران أوضحت فيها أن وضع حجر الأساس من طرف رئيس الجمهورية لهذا المشروع ينضاف إلى سلسلة الانجازات الهامة التي تشهدها مختلف المجالات كالصحة والبنى التحتية والتعليم وتيسير نفاذ السكان إلى خدمات الماء والكهرباء.
وأضافت أن السكان يعبرون عن امتنانهم لهذه اللفتة التي ستضع حدا لمعاناتهم الطويلة مع العطش مما سيكون له الأثر الإيجابي على تحسين ظروفهم المعيشية وتسهيل الحياة في هذه المنطقة التي عانت لفترة طويلة من التهميش والنسيان.
وطالبت عمدة بلدية لكران بفك العزلة عن القرى التابعة للبلدية.
وكان رئيس الجمهورية موضع استقبالات شعبية كبيرة من قبل القرى والبلدات المحاذية لهذه المنطقة، مثمنين انحيازه للفقراء وتركيزه على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين والسبل الكفيلة بتحسين ظروفهم المعيشية.
واستقبل رئيس الجمهورية، لدى وصوله منطقة " نكط" من طرف وزير المياه والصرف الصحي، السيد يحيى ولد عبد الدائم، وقائد الأركان العامة للجيوش الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد، وممثل الهندسة العسكرية والمدير العام للشركة الوطنية للماء وحاكم مقاطعة كيفه وعمدة بلدية لكران وعدد من كبار الموظفين بوزارة المياه والصرف الصحي.