قال الله سبحانه في كتابه الحكيم: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ» (آل عمران: 19)
وقوله سبحانه: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (آل عمران: 85)
وقوله سبحانه: «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» (الحج: 78)
الدين الإبراهيمي
فإذا كان إبراهيم -عليه السلام- نفسه سمى الذين يعبدون الله ولا يشركون به شيئًا ويعملون الصالحات ويتبعون ما أنزل الله على رسله من الكتب المقدسة، سمَّاهم بالمسلمين؛ فهل من المنطق أن يتم تأليف دين جديد باسم (الدين الإبراهيمي)؟!
وهذا يدل على جهل مطلق برسالة الإسلام منذ نوح -عليه السلام- حتى خاتم الأنبياء محمد -عليه السلام- بأن كل الرسل أرسلهم الله للناس بتبليغهم دين الإسلام، وذلك الاصطلاح الغريب الذي يتعارض مع الآيات السابقة التي أقر فيها الله أن الدين هو الإسلام وليس دينًا آخر.
مؤامرة من أعداء الإسلام
فهي مؤامرة من قِبل أعداء الله وأعداء الإسلام وأعداء السلام وأعداء الإنسان الذين يستبيحون حقوق الإنسان كل يوم دون وازع من دين أو أخلاق أو قيم فاضلة، ولذلك يحاربون دين الإسلام لأنه يحرم عليهم الظلم وقتل الأبرياء واستباحة حقوق الشعوب والاستبداد ويأمر الناس بالعدل والحرية في الاعتقاد والإحسان ونشر للسلام في ربوع الأرض وتحريم العدوان.
ومَن اقترح تسمية الدين الجديد باسم الدين الإبراهيمي؛ هي محاولة بعدم الالتزام بشريعة الله ومنهاجه الذي جاءت به الآيات في القرآن المبين.
تحذير من الوقوع في فخ أعداء الإسلام
لذا فإنني أحذر المسلمين من الوقوع في فخ أعداء الإسلام، فقد حاولوا في الماضي تأليف سيل عظيم من الروايات المنسوبة للرسول والتي تسببت في خلق أديان متناقضة ومناهج متصادمة ومرجعيات متعددة تصارع بعضها البعض، تسفك الدماء وتشرد الأطفال والنساء من أوطانهم وتنهب أموالهم ويسطون على حقوقهم وأملاكهم. ولم ينجحوا وظلَّ الإسلام صامدًا رغم المحاولات الدنيئة لبث الالتباس الفكري للتأثير على عقيدة المسلمين.
ويبقى النور الإلهي الذي يشع من كتابه المبين نورًا على الكون كله كما وعد الله سبحانه بقوله: «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (التوبة: 32)
الدين الإبراهيمي يدخل الإنسان في بحر الظلمات
ومن أجل التحلل عن الأخلاق والفضيلة والقيم السامية ونشر التحلل الأخلاقي غير المنضبط والسلوك البوهيمي الحيواني المنفلت من كل الصفات الإنسانية التي تهيئ المناخ للفساد. وتسمح بالبغاء والمثلية التي تتسبب بنشر الأمراض التي تفتك بالبشر وتحقق السيطرة عليهم لتقودهم قوى شريرة لتحقيق مصالح دنيوية باستعباد غرائز الناس وتسخيرهم في خدمة الشيطان فتضيع القيم وتسقط الدول وتضيع الأوطان.
فاحذروا أيها الناس الدين الجديد الذي سيدخل الإنسان في بحر الظلمات.
لذلك يحذرهم الله بقوله سبحانه: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الروم: 41