بأسلوب المفكر والمحلل بأسلوب القارئ النهم بأسلوب المتفحص لما ورد في الفكر الإسلامي ولما عاشت وتعيش الأمة الإسلامية ، بغيرة الملهوف وبعقيدة سلمية لما جاء في القرءان الكريم وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، بإيمان قوي ونفس مؤمنة وصادقة في الوفاء لمواثيق العقد الذي وقعت مع الله أن تكون وفية لما ورد في كتاب الله وبما ينص عليه الخطاب الإلهي .
بفكر جاد لا يقبل التحجر والانطوائية وبرؤية حضارية شمولية واستشرافية لما جاء في الاسلام ولما جاء به الاسلام يذكي المفكر و الداعية على محمد الشرفاء قلمه ويطرح مجموعة من الأسئلة على شيوخ الدين وعلماء الأمة في هذه الظرفية الحرجة من تاريخ أمتنا الإسلامية ومن تاريخ البشرية جمعاء .
السؤال الأول / السؤال المحوري : هل تمكن العرب والمسلمون خلال أربعة عشر قرنا من الزمن من تشيد أمة إسلامية تسودها الرحمة والعدل والحرية والسلام ؟ وهي المرتكزات التى يقوم عليها الدين الاسلامي انطلاقا من قوله تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " .
وإذا كان الجواب بلا فمعنى ذلك أن الامة الإسلامية قد خالفت ما جاء في الإسلام وما ينادي به الإسلام من قيم وأخلاق فاضلة انطلاقا من أن الإسلام دين الرحمة والعدل والاستقرار والأمن والرفاهية والمساواة .
وما ذلك إلا لأن أعداء الإسلام اختلقوا روايات مغالطة ومضللة انشغلوا بها وشغلوا بها فكر الأمة فكانت مدعاة للتفرقة وجعلوا هذه الروايات مرتكزا للدين كل الدين فانحسر وراءها المسلمون وانحجبوا عن القرءان ومرجعيته وتدبره وهو ما أدى إلى التمذهب والتحزب والطائفية التى كانت مدعاة للقتال والاقتتال والتناحر وما آلت إليه الأمة الإسلامية اليوم من ترد وانحسار وانكسار حتى صارت الأنماط السائدة والمعروفة أنماطا لا تنتج ولا تشيع إلا القتل والتقطيع والتفجير والسلب والنهب والتخويف مما شاع وذاع على أيدي داعش والقاعدة وغيرهما من القواعد التى أصبحت معادن للتكفير والتفجير .
ويستخلص المفكر الكبير على محمد الشرفاء أن ما آلت إليه أحوال الأمة اليوم تمفصل خطير سيؤدي إلى مواجهة العالم لخطر الإسلام وهو ما سينجم عنه استعمار البلدان الإسلامية ونهب خيراتها وأموالها والتلاعب بالفكر الإسلامي وطمس حضارتنا وتراثنا وكل ما لا تحمد عقباه في هذا المجال .
لذا يلفت على الشرفاء الأنظار إلى هذا الوضع الخطير وينبه شيوخ الدين و علماء الإسلام إلى كونهم مسئولين أمام الله و أمام أنفسهم عن تصحيح هذه الوضعية وانتشال الأمة من هذا المنعرج الخطير حين يسكتون عن استبدال الخطاب الإلهي بالخطاب الديني.
لأن الأول مدعاة لنشر الخير والعدل و الحرية والمساواة والسلام مما يجعل الأمة الإسلامية والعربية قادرة على تولي الريادة والقيادة فينعم الناس بالخيرات ويسود الأمن والاستقرار وإن صرف الأمة عن كتاب الله والسير لهاثا وراء الروايات في الخطاب الديني سيزيد من اتساع الهوة وأسباب التفرقة والطائفية والتحزب وسيزيد المسلمين ضعفا وتشرذما واختلافا وتناحرا وهو ما يسعى إليه اليهود حتى يتمكنوا من إنشاء دولتهم الواسعة من النيل إلى الفرات لا سمح الله .
من هذا المنطلق الديني وهذه الرؤية الحضارية البعيدة المشارف يزود على الشرفاء شيوخ الإسلام ودعاة
الأمة والمسلمين عامة وكل المجتمعات العربية بأطروحات دينية متنورة تأخذ كل مرتكزاتها الدينية
والحضارية من مرجعية القرءان ومن منبع الخطاب الإلهي. فالإسلام يقوم على الرحمة والعدل و الحرية والسلام قال تعالى : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
تلك شريعة الاسلام وهذا ما جاء به رسولنا الكريم صلاة الله عليه وسلامه ، وأما رسل التكفير والتفجير التى بعثت نفسها باسم الإسلام تحت أعلام داعش و القاعدة وغيرها من الفرق المكفرة فهي رسل الشر لا تنفث إلا سموما ولا تنبت إلا شرا وإن الإسلام براء من كل التفجيرين والتكفيريين والخانقين لحريات الآدميين وحريات المعتقد.
الدكتور محمد الرباني