سمي حزب اإلنصاف ، وتوخى الجميع منه أن يكون منصفا، وأرسل بعثات
محلية للتشاور مع الفاعلين السياسيين في أماكنهم، لإعداد تقرير بآرائهم، ليستنار بها في اختيار المرشحين من طرف الحزب، وكانت بادرة باركها الجميع وحسبها بداية عهد سياسي جديد.
غير أنه سرعان ما تبين أن األمر مجرد سيناريو ، وأن األمور مازالت على حالها،
والنتيجة سيتم حسمها وراء الستار. وفي هذا السياق يمكن أن نبين األسباب الحقيقية وراء اإلخفاقات التي مني بها
الحزب والمتمثلة في :
• عدم التجاوب مع المقترحات المقدمة من طرف الجماعة األكثر تواجدا في
المنطقة، وعدم التشاور معها في الخيارات النهائية.
• اختيار المرشحين وراء الكواليس عن طريق نافذين في الحزب يمثلون طرفا
سياسيا واحدا، وتم فرض مقترحاتهم على البقية، مما أثار ضجة كبيرة في
الساحة السياسية مطالبة بالتغيير.
• سوء اختيار المرشحين، مما جعل قبولهم في الساحة السياسية أمرا مستحيال،
ويتجلى ذلك في الفارق الكبير في النتائج النهائية للنيابيات حيث وصل
4106 في مقاطعة ولد ينج وفي قابو أخفق الحزب في كل االستحقاقات.
وعلى الرغم من الدور الكبير الذي لعبه طاقم الحملة معززا بأطر مقاطعة ولد ينج من أجل فوز حزب اإلنصاف في الشوط الثاني من االنتخابات النيابية،
فقد أخفق في كل البلديات عدا بلديتي ولد ينج ولعوينات.
ويرى بعض المراقبون المهتمون بالشأن السياسي المحلي لساكنة مقاطعتي ولد ينج
وقابو أن هذه األسباب من ضمن أخرى كانت وراء اإلخفاقات التي تعرض لها
الحزب، وتتطلع الساكنة لمستقبل سياسي جديد يطبعه التشاور ومشاركة جميع الفاعلين السياسيين في اتخاذ القرارات السياسية للحزب، من اجل عدم الوقوع في صراعات يكون الحزب فيها هو الضحية .
