هذه الآيات تبيّن للناس أنَّ الرسول يدعوهم لاتباع ما نُزِّل عليه من آيات القرآن الكريم، وتطبيق ما فيها من التشريعات والعظات الإلهية، وما تدعو إليه من عبادة الله الواحد الأحد باتّباع آداب القرآن وقيمه الفاضلة، وتعامل الناس فيما بينهم كما بلّغهم به الرسول الأمين من الابتعاد عن المحرمات والظلم والطغيان.
وأن يتعامل الناس فيما بينهم بالرحمة والعدل والرأفة والإحسان، ونشْر السلام في المجتمعات الإنسانية ليتحقق لهم العَيش الكريم في ظل الأمن والتعاون والوئام، وأنَّ الله سبحانه كلَّفه بمهمة عظيمة للبشرية جمعاء.
بأنَّ واجبات الرسول تتلخص في تبليغ الناس آيات ربه، ويشرح لهم ما فيها من الحكمة، ويبيّن لهم في آيات القرآن ما ينفع الناس في الدنيا والآخرة، تنفيذًا لتكليف الله بقوله: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) (النور: 54)
وقال سبحانه مخاطبًا رسوله: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (المائدة: 76)
وقال سبحانه: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف: 28)
وقال سبحانه فاتحًا باب التوبة لعباده في كل وقت للرجوع إليه مؤمنين به مخلصين له الدين، يطلبون منه المغفرة والاستجابة لتوبتهم عما فعلوه من ذنوب وعصيان لأمره، فيناديهم بواسطة رسوله ليبلغهم بدعوة الله لهم:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53)
وقوله سبحانه: (وَلا تَدعُ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظّالِمينَ) (يونس: 106)
وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 67)
وقال سبحانه: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ) (النحل: 125)