الاخبار ميديا : كتب المدير العام لمؤسسة الاستقلال، الزميل محمد الأمين ولد أحمدديه، عبر صفحته على الفيسبوك رسالة إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، يطالبه فيها بإطلاق سراح النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل ، الذي تم إيداعه السجن مساء امس بقرار من غرفة الاتهام ، وقد شهدت التدوينة تفاعلا منقطع النظير تضامنا مع النائب ، وأملا في استجابة فخامة الرئيس لفحوى الرسالة، وهذا نصها:
( رجاء .. أطلقوا سراح النائب، يا فخامة رئيس الجمهورية!
"النائب" مــاهُ مبدّلْ == وانت مالحكَكْ بكلامو
بيك الِّ رئيسْ امعدلْ == والخاسرْ مافيكْ أعظامو
فخامة الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزواني:
لايختلف اثنان على أنكم كرستم ثقافة الهدوء والسكينة والوقار بين الطيف السياسي من جهة، و الطيف الاجتماعي من جهة أخرى
فقد خمدت نار الفتنة، وخبا صوت التنابز بالألقاب - منذ تسلمكم السلطة (قبل أربع سنوات)- وهذا لعمري إنجاز يذكر لكم فيشكر،
لكن هذا الإنجاز –يافخامة الرئيس- يحاول بعض أغلبيتكم طمسه، والنكوص عنه، باللعب على وتر التأجيج واختلاق الأزمات،
ولعل آخر مثال على ذلك حشد الكتائب، وإبداء العجائب و الغرائب، في مداخلة النائب (محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل)!
فعلى الرغم من اختلافي معه في " زمكانية" المداخلة، إلا أنني التمست له أحسن المخارج، وذلك لسببين اثنين، لاثالث لهما :
السبب الأول : معرفتي به شخصيا كمحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آل بيته، ومنافح عنه في سوح النصرة وتحت قبة البرلمان، و أربأ به عن الولوغ في عرض أي مسلم أحرى فخامتكم سيادة الرئيس، فأنتم أعلى مكانة ، وأرفع قدرا من الرمي بالانحراف وسوء الخلق، فما كان أبوك امرأ سوء وماكانت أمك بغيا.
السبب الثاني: كوني أهيب بكم أن تكونوا فهمتم المداخلة الافتراضية -استهدافا لشخصكم الكريم- فمثلكم -يافخامة الرئيس- لاتنطبق عليه تلك الصفات (ولا فيكم اعظامها) ولا ينبغي لبعض أغلبيتكم أن "يحوزوا لكم اعظامها" امتثالا لنصيحة الحكيم "الحاج ولد الكتاب" :
لاتْدير افراصك لعظام == ولاتحوزْ اعظام الرّدمَه
وٌلاتوجّه شورَك لكلام == كانْ كَـمّنْ حــــد ابكلمَه
وهنا اسمحوا لي –فخامة ارئيس- أن أروي لكم قصة مشابهة وقعت لملك السعودية الراحل فهد بن عبد العزيز (رحمه الله) فقد زار بعيد استيلامه الحكم، منطقة حائل،بالسعودية، وأثناء الحفل المقام بالمناسبة كان آخر ما تلا القارئ، قوله تعالى : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة...) صدق الله العظيم
فلم يعلق الملك على ورائيات القارئ، لكن زبانيته انشغلوا بالتعليق، وتأويل خلفيات القارئ لأنهم اعتادوا تفسير النوايا، فذهبوا إلى أنه تعمد الإساءة على الملك باستحضار هذه الآية من جميع آيات القرآن
لكن الملك فهد (رحمه الله) عندما سئل عن الأمر قال لهم بكل ثقة وإنصاف : " إن القارئ تلا آية من القرآن وردت على لسان ملكة سبإ وبخصوص الملك النبي سليمان عليه السلام، فإذا كنتم ملزمون بالمحاسبة فلتحاسبوا أولئك الذين ذهبوا وفسروا الآية بأنني أنا المقصود".
فكذلك أنتم يافخامة الرئيس، عليكم أن تحاسبوا النواب الذين طاشت عقولهم وشردت أفكارهم إلى أنكم أنتم المقصود، ودلفوا إلى مالايكلف الله به- من بعثرة ما في الصدور، واتهام حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالإساءة وإعادة نشر المحظور!!
وعليه فإنني –يافخامة الرئيس- ورفعا لهامات المدافعين عن الجناب النبوي ، وحفاظا على جو الهدوء السياسي الذي كرستموه فور تسلمكم مقاليد الحكم، ومراعاة لمشاعر طائفة شعبية عريضة لايستهان بها من داعمي مشروعكم الطموح، وتمهيدا لانتخابات رئاسية على الأبواب تطبعها السكينة والوقار والاحترام فإني ألتمس منكم إصدار عفو شامل عن النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل، وإعادة الحصانة له احتراما لمن انتخبوه ممثلا لهم في البرلمان، بعدما تكالب عليه رفع الحصانة ، وإيداع السجن!!
وحتى يدرك الجميع أنكم –يافخامة الرئيس- من بيت عز وأخلاق ومروءة، وأن الصفات التي وردت في مداخلة النائب الافتراضية لاتنطبق عليكم، ولاتنبغي لكم..
كما أطالبكم بإطلاق سراح الأستاذ نوح عيسى الذي لا يخامرني أدنى شك أنه مجرد ضحية (طافكو لهجيج) في معركة تركيع النائب !!
كما ألتمس منكم - فخامة الرئيس- تسريع إجراءات عقوبة المسيئة على نفسها، أعاذنا الله من حالها وحال أمثالها.)
المواطن/ محمد الأمين أحمدديه