الشعوب التى تساق إلى ميادين التظاهر من أجل حماية ضابط مغتصب للسلطة، هي شعوب غير قادرة على فرض الإستقلال أو حماية السيادة أو استعادة الديمقراطية أو تدبير الشؤون الداخلية دون تدخل أجنبى.
والحاكم الذى يتمترس خلف أسلحة الجيش - وهو يخطب فى الجماهير الثائرة من أجل مستقبل مجهول- هو أول المضحين بالشعب وقواه الحية إذا قرر "الشريك الإستراتيجي" تغيير موقفه من الوضع القائم، ولو بمجرد التنازل عن فكرة المطالبة علنا بإعادة الرئيس المعزول بقوة السلاح، رغم أنف الشعب والدستور.
الإنقلابات شر مطلق، وتغيبر النظم الدستورية ليس الحل الأمثل لمكافحة الفساد أو وقف التبعية المطلقة للغرب أو الشرق، والمهللون لكل ذلك كثيرا مايحصدون الخيبة بعد أن تعود الأمور إلى طبيعتها ويلتقط الحاكم الجديد أنفاسه.
ولكن بعض النخب المأزومة لاتجيد غير تمجيد منطق القوة والإنجرار خلف العواطف وبيع الوهم للناس، كلما أستعان بها ضابط مغامر قرر بمفرده أن يحسم مصير بلده وشكل النظام السياسي الذى يدار به دون نقاش أو تشاور مع الجميع.
(*) مدير موقع زهرة شنقيط