الثور الأبيض لا يزال في حظيرة القراصنة / سيدي عيلال

أحد, 11/05/2023 - 10:09

العالقون في وطن النسور تحاصرھم عاداتُُ فُرضت و قيم بُدلت  وھم متمسكون ببقية أخلاق حُفظت و تقوىَ،َ غُرس بالفطرة الخالصة و إيمانِِ قوي بالحق كما ھو لا كما تُصورھ نخبة اختلطت مياھ وجوھھا الآسنة بصرير امعائھا الجائعة منذ أدخل الجميع حظيرة الجمهورية المولودة في ليلة فرنسية الرائحة و الروح  وعجزت اغلب حقب حاضنتھا  من  رفض النسخة و فرض الشخصية الوطنية حتى غدى المشروع الوطني علماني المضمون إسلامي الشكل و اللفظ تائھ الانتماء خجول التعبير عن مكامن الألم و الجراح النازفة إلى حين ليس بالبعيد سرعان ما أوقف قصدھ و صدور جھدھ و شوھ كنھھ   لتذبل زهرة امل التغيير السلس حينما سقتھا ألإرادة الصادقة المعبرة بكل قوة و صدق و شجاعة عن انتماء البلد وعن ضعف مساهمة النًُخب في التغيير المطلوب بل و المفروض بفعل التطور البيولوجي للكائن الوليد دونما قابلة تشرف على عملية الولادة ...
مشكلة الوطن الھجين بدعةُُ توارثتھا نخبة تستبيح سذاجة الشعب و لي النصوص و تروج النفاق في غالب أمثلة و قصائد و حتى حكايات الغابرين ،  فاليد عندھم حينما تعجز عن بترھا، قبلھا ، و لكم أن تتصوروا دلالة المثل و ترسيخ معصية النفاق ....
نخبة تتلاعب بالمشاعر و الالفاظ و النوايا لا تأكل لحم الخنزير لكنعا تشرب مرقتھ ، تمجد الآمر و تجتمع لتأكل لحمھ حيا اسيرا او حر كسير  ، تفتك بالعاجز وتنحاز للماكر المخادع و تبرر الغدر و الخيانة و التحايل تتولى قوما غضب اللھ عليھم و شحنوا صدور إخوة مؤمنين ، لأن الخوف على النفس من المجهول يبرر كل تشجيع متوارث الرفض  لقول كلمة حق عند ملك جائر او رئيس تائھ حائر لا يدري أيواري خوفھ  في التراب أم يتقدم سربھ يوم الحساب ؛ و تضيع لحظات الجمهورية بين تردد و تردِِ تستغلھ قطعان سائبة فوضوية  في تخريب المنجز و ترويع الحالمين و المخالفين لفلسفتھا العبثية الھابطة فكرا و تطبيقا.
الشعارات لا تنتج السُعرات و الكلام المنمق ( المتحركي) لا يسد الفجاج و لا يقطي اخدود الفشل الغائر في حظوظ الغلابة و المتعففين و و" سلفي" المسؤولين مع المحرومين وھم يمنون عليھم بعض فتات خير وطنھم  وثيقة ادانة  ستعرض عما قريب و التلذذ بإھانة الأسرى سلوك غير مألوف في الملة و الصبر ليس علامة الرضى و الآمال تتبخر كالدخان على موائد السادة و القادة لتستفز ملايين الجياع المزدحمة بھم شوارع الجمهورية البائسة المنذرة بمدِِ قد يجرف الاخضر و اليابس إن لم يتدارك  صاحب الثور الابيض  الثور الابيض و ھو لا يزال في حظيرة القراصنة