شكلت الخارطة الانتخابية الجديدة التي افرزتها انتخابات فاتح سبتمبر، صعودا لافتا للأحلاف السياسية التي تحظى بدعم الوزير الأول داخل الحزب الحاكم وخارجه بالأغلبية الرئاسية، ما جعل المهندس يحي ولد حدمين يتمتع بثقة الكتل البرلمانية بالأغلبية والحزب الحاكم الذي يعد من أبرز قياداته، الشيء الذي جعل البرلمان يتجه لتغليب مصلحة موريتانيا في نهج الاستمرارية في البناء والتنمية .
هكذا يدب الرعب "السياسي" في منافسي الوزير الأول يحي ولد حدمين في المعارضة وداخل الاغلبية حيث تدور معارك المصالح وإظهار النفوذ.
وقد شكل الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين الحلقة التي يدور حولها الجميع حيث يتبجح الكل بمنافستهن لكنهم في الأخير يخسرون معاركهم السياسية التي يخوضها ضد أحلاف ولد حدمين في كل جولة انتخابية، رغم أن الرجل يعتبر معركة التنمية والتطوير هي الأهم بالنسبة له.
الأمر الأكيد أن الكاريزما التي يتمتع بها الوزير الأول تستمد من ثقة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ومردها كون الرجل يعد أول داعم لنظام التغيير البناء عمليا وليس جعجعة خطابات فقط.
حيث اظهر استعداده للسير وراء البرنامج الخاص برئيس الجمهورية في كل محطة يتخلف خلالها البعض أو يبدون ملاحظات غير واردة.
نجاحات الوزير الأول خلال المأمورية الثانية للرئيس عزيز والنجاحات السياسية التي تحققت في قيادته للحكومة بدء من تكليفه بالإصلاحات الدستورية عن طريق الاستفتاء الشعبي، بعد ان فشلت قيادة الحزب في إقناع الشيوخ اللذين صوتوا ضد مشروع التعديلات المقترح من طرف الرئيس، كل تلك العوامل تؤكد أن رئيس الجمهورية سيمنحه الثقة التامة لتشكيل حكومته منتصف الأسبوع القادم في ظل تكهنات وحكومات افتراضية تتحدث عن استبداله في وقت يتطلب الاستمرارية والاستقرار .
نوح محمد محمود