يقول المفكر الشرفاء الحمادي:
جاءت رسالة الإسلام تحمل قيمًا إنسانية سامية، وقد ترجم رسولنا الكريم على أرض الواقع مطبقًا قيم القرآن والأخلاقيات التي يدعو لها، ولذلك وصفه الله سبحانه: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وأضاف بُعدًا آخر مكملًا للأخلاق، وهو الرحمة في قوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: ١٠٧).
وما بين الخلق العظيم والرحمة فضائلٌ عديدةٌ تحثُّ على المحبة والتسامح، وتبيِّن أنَّ الدين علاقة فردية، وحرية العقيدة كفلها الله سبحانه بقوله: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس: ٩٩)، ثم آية أخرى نصَّت على القاعدة نفسها، وهي قوله تعالى: «فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ» (الكهف: ٢٩).
الرسول قدوة ومثل أعلى
كما أنَّ الله سبحانه يبلّغ عباده أن يتخذوا من سلوك رسوله الكريم قدوةً ومثلًا أعلى في ترجمة القيم القرآنية، والفضائل التي يدعو الله الناس لممارستها سلوكًا وعملًا، كي يكون المردود مجتمعًا مسلمًا، يعيش فيه الجميع بالرحمة والخلق العظيم في أمنٍ واستقرارٍ.
رسالة الإسلام إنسانية الهدف، رحمانية التعامل تدعو للعدل والسلام، تبارك التعارف بين البشر، تشجع التعاون بين كل الناس وتحذّرهم مما يضرهم.
رسالة الإسلام تضيء الطريق
تضيء لهم طريق النور، تبعدهم عن الظلم والفجور، تبين لهم الطريق المستقيم للعبور نحو الآخرة، كما تدعو الإنسان ليقف مع أخيه الإنسان، يعينه ويساعده عند الحاجة، ويشاركه في ماله عند الفاقة.
يمسح دموع الأطفال المشرَّدين ويأخذ بيد الضعفاء وغير القادرين، يبارك أعمال الصالحين ويبشر المؤمنين الصادقين وينادي عباده هلمّوا لجنات النعيم. يبين للناس الطريق المستقيم؛ ليكونوا عباد الرحمن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
إنسانية رسالة الإسلام
تلك هي إنسانية رسالة الإسلام ورسالة كل الأنبياء عليهم السلام من ربٍ كريم رحيم، يناديهم بقوله سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة : 186).