تونس تحتضن ندوة فكرية حول كتاب المسلمون بين الخطاب الدّيني والخطاب الإلهي للكاتب والمفكر الإسلامي علي محمد الشرفاء الحمادي

ثلاثاء, 11/06/2018 - 18:42

الاخبار ميديا / نظّمت مجموعة قدماء المفكّرين بالتعاون مع مجموعة الشرقيّة المتّحدة بأبو ظبي مساء يوم الأحد في تونس ندوة حول قراءة كتاب المسلمون بين الخطاب الدّيني والخطاب الإلهي للمؤلّف الإماراتي عالي محمّد الشّرفاء الحمّادي وناقش الدكاترة المشاركون في الندوة محاور ومضامين الكتاب الذي تطرّق إليها المفكّر وفسّرها والتي تهدف إلى إنارة الطريق للأمّة الإسلامية في وقت كثرت فيه التجاذبات الجيو سياسيّة مستغلّة الدّين في غير مفهومه الصّحيح لتضليل الرأي العام. حيث انتهج المؤلّف منهج تبييني مرتكز على كلام الله “القرآن” داعما تفسيره بالسنّة النّبويّة متجنّبا البدع والدّمغجة التي انعرجت بالدّين وأصبحت تستغلّ خطاب مبني على الترهيب والتكفير في بعض الأحيان الذي لا يمت بأيّ صلة بالخطاب الإلهي الذي جاءت به رسالة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وقد لقي الكتاب ترحاب كبير من قبل الدّكاترة المحاضرين نظرا للمفاهيم التي تعرّض إليها المؤلّف عالي محمّد الشرفاء حمّادي والتي ندعو إلى التسامح والسّلام والاعتماد على كتاب الله. وقد حضر النّدوة كلّ من الدكتور:

❖ العروسي العامري دكتور في علم الاجتماع ومحاضر بجامعة تونس المنار.

❖ الدكتور شكري ميمون أستاذ محاضر بجامعة ران الفرنسية

❖ الدكتو ر الصادق مصيمط أستاذ في الحقوق ومستشار قانوني

❖ حي حسن صاحب مؤسسة الموريتاني للنشر والتوزيع

❖ الأستاذ علي غبنتيني ناشط سياسي وحقوقي.

وقد تناولت الندوة عديد المحاور التي كان أبرزها الإسلام المعتدل الذي يرتكز على القرآن والسنة والهادف إلى نشر ثقافة التسامح والتواصل مع الآخر حيث أكّد الدكتور العروسي العامري أن تناول مثل هذه المواضيع الحساسة والهامة في الوقت الرّاهن ضرورة حتميّة من شأنها إنارة الطريق أمام المسلم الحيران في زمن كثرت فيه التجاذبات الدينية والسياسية وهو ما أكّد عليه الكاتب والمفكر عالي محمد الشرفاء الحمادي والذي يبرز العناية الفائقة التي يوليها المؤلف للدين الإسلامي الحنيف والتعريف بقيمه السمحة ومبادئه النبيلة ويترجم إيمانه بفضيلة الحوار والاجتهاد بإعتبار الدين الإسلامي دين التفتح والعلم والمعرفة وإعمال العقل والتضامن بين المسلمين. كما أشاد بحرص المؤلف من خلال مضامين كتابه على الدّفاع عن مقومات الدين الإسلامي الحنيف وخطاب الله الجلي حتى  يضل الإسلام في خدمة السلم والنما والاستقرار وعامل وحدة وتعاون وتكامل وليس دين تفرقة وصراعات طائفية وأشار إلى أن الأوضاع الدولية القائمة تقتضي العمل على تنشئة الأجيال على سلامة العقيدة وتمجيد العلم إلى جانب تطوير الخطاب الديني إحكاما للوفاق بين تعاليم الدين الحنيف ومقتضيات الحداثة. ولعلّ من أهمّ الأسباب التي ساهمت في الانحياز بالخطاب الديني عن مساره الصحيح هو القصور في أركانه حيث إقتصر على الأركان الخمسة والمتمثلة في النطق بالشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج ولكن وقع الغض عن شق المعاملات الاجتماعية والأخلاقية وغيرها. والتي أدت إلى تخلف الأمة الإسلامية حيث أصابها الوهن والركود والسبب الوحيد في ذلك إهمال الدّعاة والمفكرين البرامج الإجتماعية والتربوية وكل ما يتعلق بصناعة الإنسان فبرز في أحيانا كثيرة المسلم الذي يعاني من انفصام في الشخصية والحيرة حيث أصبح المسلم حيران في زمن العولمة. وبذلك يتضح أن مشكلة المسلمين تتطلب الرجوع للخطاب الإلاهي وتصحيح النص المنقول وهو ما تطرّق إليه الكاتب عالي محمد الشرفاء حمادي في كتابه المسلم بين الخطاب الديني والخطاب الإلاهي والذي عالج العديد من القضايا والتي من شأنها إعادة توازن المسلم ولعلّ أبرزها مفهوم الأسرة والمرأة حسب القرآن، العلاقة بين الأسرة والميراث، الأركان الإسلامية المسهو عنها.

وخلاصة القول إنه يمكن تبسيط رسالة المؤلف في أن سيادة الخطاب الإلهي من شأنها أن تقلص التجاذبات والشوائب والبدع التي وضعها البشر لغايات ومصالح شخصية وإعلاء معالم الدين الصحيح المتسمة بالوعي لدى المسلمين.

وفي سياق آخر اعتبر الدكتور شكري ميمون أن ما جاء في كتاب المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي ما هو إلاّ ترجمة لرؤية المؤلف على الواقع الحالي الذي إنحاز في مفهوم الدين حيث إعتبر الدكتور أن الدّين في الأصل واحد ألا وهو كتاب الله وخطابه في حين أن القراءات والمفاهيم عديدة وذلك نتيجة الإبتعاد عن المنهج الصحيح المعتمد في كتاب الله وسنة رسوله. وكما أكد على أن الخطاب الديني لا ينبغي أن يكون تقليديا وإنّما يجب أن يكون مواكبا لكلّ التطوّرات المتجدّدة والمتطورة وهو ما ورد مفصّلا وجليّا في كتاب المفكر عالي محمد الشرفاء حمّادي الذي إعتبر أن الخطاب الإلهي هو المرجعيّة الوحيدة التي يمكن أن تحقق  بها الإعتدال والتوازن الإجتماعي وتجنب عولمة الخوف على الذات من الخطاب الدّيني كما أكد الدكتور أن إنقسام الخطاب الإسلامي بين معتدل يدعو إلى الحوار والتسامح وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وآخر متطرف يدعو إلى العنف والانغلاق وكبت الحريات ساهم بدوره في تشويه الخطاب الإسلامي وتحريف النص الديني وأكد الدكتور أنّه من الضروري التركيز على مجموعة من المبادئ الثابتة في الخطاب الديني حتى لا ينعرج عن مفهومه الصحيح ألا وهي أن يكون الخطاب جامعا أن يتناول كل المذاهب والقضايا. وأن يكون مجتمعيّا وأن يكون تنمويّا فيعنى بقضايا التنمية الإقتصادية والإجتماعية. كما إستنتج الدكتور أن توفر الخطاب الديني على جملة هذه السمات من شأنه أن يحقق الوفاق الإجتماعي ومن ثم نشر ثقافة التسامح والوفاق الإقليمي وهو ما جاء به كتاب المفكر عالي محمد الشرفاء حمادي الذي تناول جملة هذه المبادئ والسمات بإعتماد المرجعيّة الدينية والخطاب الإلهي.

ومن جهة أخرى أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة المريتانية للنشر والتوزيع السيد حي معاوية أن هذا الكتاب هو الملجأ الوحيد للمسلم التائه في زمن سادت فيه الفوضى الفكرية والدينية وكثرت فيه المعاني الدينية حيث أن المسلم أصيب بإحباط في ضل غياب الواعز الديني والمراجع القرآنية الصحيحة ورأى من وجهة نظره أن كتاب المسلمون بين الخطاب الإلهي والخطاب الديني يعتبر خطوة هامة في هذا الزمان ومثالا ومرجعا يحتذى به لتجنب الإنزلاقات والخروج عن المعنى الصحيح لديننا الحنيف نظرا لما قدمه الكاتب عالي محمد الشرفاء حمادي من تفاسير ومضامين من شأنها أن تضيء الطريق أمام المسلمون وترتقي به من عصر الظلمات إلى عصر التنوير الفعلي والضمني لإسلامنا الحنيف.

وفي سياق آخر أكد الدكتور الصادق مطيمط أنّ المنطقة العربية اليوم تشهد عديد التقلبات والصراعات الطائفية وذلك نتيجة لعديد الأزمات لعل أبرزها فكريّة دينية نتيجة لغياب التوعية والنقاشات حول المنهج الصحيح المعتمد في ديننا الحنيف وإعتبر أن المسلم اليوم حيران أمام تعدّد التفاسير الخاطئة والتي اتّخذت المصلحة الشخصيّة مقياسا لها حيث أنّ كلّ يفسّر حسب ما تقتضيه حاجته. وأكّد الدكتور على ضرورة الرجوع للأصل والتخلي عن البدع ومواجهة الفكر بالفكر والأصل هنا هو كتاب الله وخطابه وسنّته النبوية وهو ما ورد في كتاب المفكر عالي محمد الشرفاء حمادي الذي تناول من خلاله القيم والمبادئ التي من شأنها أن تعيدنا إل الأصل وتزرع في قلوبنا التسامح والوفاق والاعتدال وإعادة التوازن للمسلم.

كما تفاعل الجمهور الحاضر والذي أغلبه من الطلبة والجامعيين وعبّر كل عن رأيه حيث كان هناك إجماع على ضرورة الخوض في الجانب الديني بالعقل والقرآن ومجابهة التعصب بالفكر والحجة والقرينة القرآنية وأنّه لا مجال لإستغلال الدين في غير مفهومه الصحيح لغايات شخصية وقد أشاد الحضور بمحتوى الكتاب الذي من شأنه أن يثري الجانب الفكري للطلبة في تونس وأن يزرع القيم السمحة لديننا الحنيف.