في رحاب رمضان وذكر العلامة حمدا ولد التاه إستدعاء لتنزل الرحمات ففي حضرته المباركة تمتزج الرحمات بالروحانيات وفي حديثه الشيق عناق بين شواهد التاريخ ودرر الأدب ومنابع الحكم فتغرس تلك الكلمات الطيبة في النفس شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء فما خرج صادقا من القلب يصل للقلب، في مجلس والدي وشيخي قبس من نور الولي ونفحة من علم الفقيه.
كان للجميع موعد مع العلامة حمدا في رمضان وكان لي مع الوالد حبا في الشهر الفضيل موعدان ثابتان، موعد في الليلة الأولى وآخر في ليلة السابع والعشرين وكنت أنتظرهما بفارغ الصبر ففيهما فسحة للروح وفرصة للدعاء والتماس للبركة.
برحيله مأسوفا عليه تفقد منابر الدعوة صوتا صادقا مع الله، صادحا بالحق، داعايا لمنهج وسطي لا افراط فيه ولا تفريط.. سيفتقدك ضعفاء كنت تعطيهم بلا حدود وبلا من ولا رياء، سيفتقدك وطن كان ولاؤك خالصا له وحده دون غيره وسنفتقدك أكثر من غيرنا كأبناء وطلاب علم وبركة ودعاء.. رحم الله تلك الأيقونة وجعل رمضانها في الجنة