إذا كان الهدف من مركز تكوين العلماء كما هو واضح من اسمه هو تخريج علماء مكوَنين تكوينا مماثلا لما يتلقاه طلاب المحظرة الموريتانية فقد تعهدت الحكومة بذلك وتكفلت بمؤونة هذا المشروع العلمي الطموح؛ وإذا كان الهدف هو خلق جيل من صناعة معينة ومكون لغرض خاص وفق منهج يتجاسر على المقررات المنصوصة، فتلك مسألة أخرى!
كان عليهم أن يثمنوا الخطوة ويبدوا الاستعداد للتعامل، وأن يحمدوا الله على وجود حكومة تؤمن بدور المحظرة الموريتانية في ترسيخ العقيدة السنية والمذهب المالكي، وأن يتابعوا خطوات سير وتسيير هذه المؤسسة ليحكموا على تلك الخطوات، أما أن يعتبروا أنه لا يصلح لتكوين العلماء إلا علماؤهم، ولا للإشراف على هذا المشروع إلا مشرفوهم وأن تكون المقاربة باعتقادهم قائمة على مبدإ التكفير لكل من يعمد طريقا مخالفا لمنهجهم ويعتبروا أن المحظرة التي قررت الحكومة إنشاءها شبيهة بذلك المسجد الضرار الذي بناه المنافقون على أنقاض مسجد أبو عامر الراهب، فذلك تشبيه يفوح بالتفكير ويكشف حقيقة مشابهة لفكر الحاسيديين والحاخاميين!
*محمد ولد سيدي عبد الله