بإمتنان منقطع النظير واغتباط كبير، استقبلت جماهير ولاية داخلت نواذيبو فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مساء الأحد 21/04/2024 استقبالا حاشدا منظما مهيبا ومشهودا.
فقد أحدث هذا الاستقبال الشعبي المشهود في ذاكرة المدينة المعروفة بصفتها - معقل المعارضة الراديكالية في التاريخ السياسي الوطني الحديث -( منذ الاستقلال وحتى الانتخابات الرئاسية الماضية ) ، فَتْحَ فصلٍ جديدٍ جدير بالتأمل والتحرير والتحليل.
فحمل هذا الاستقبال غير المسبوق رسائل سياسية متعددة الأبعاد و بالغة الدلالات، سنعالجها في قراءة مقتضبة مستندة على متابعة ميدانية للحراك السياسي، والترتيبات الإدارية في المدينة الهادفة إلى تحضير أمثل للزيارة الرئاسية التي تأجلت مرارا.
و بايجاز، ستتم قراءة أبعاد ودلالات الزيارة من خلال محورين أساسيين هما:
* المحور الأول :إعادة ضبط وهيكلة المشهد السياسي في ولاية داخلت نواذيبو
*
لقد شهدت المدينة الأشهر الماضية منذ تكليف الرئيس يحيى ولد محمد الوقف المدير العام للشركة الموريتانية لتسويق الأسماك بالملف السياسي في الولاية حراكا سياسيا كثيفا؛ استطاع من خلاله معالي الوزير يحيى رسم و تنفيذ خطة عملية، مكنت من تقليص البون و ردم الهوة الناجمة عن تباين مواقف وآراء الفاعلين السياسيين المحليين خلال الموسم الانتخابي الماضي، فهكذا هيئت خطة معالي الوزير، البيئة السياسية المحفزة لتكامل الأدوار السياسية لكل الأطراف الداعمة للنظام بغية تحضير ناجح وناجع للانتخابات الرئاسية المقبلة، على نحو يضمن تحقيق نسبة نجاح معتبرة لصالح فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفي هذا المقام، عمل معالي الوزير يحيى جاهدا على رسم رؤية سياسية واضحة، أثمرت خطابا سياسيا نوعيا قادرا على إبراز الإنجازات الملموسة الماثلة، تلك الانجازات المتعددة المتراكمة التي حققها هذا النظام لصالح الفئات الهشة على وجه الخصوص، و التي كانت محرومة من خيرات البلد لعهد طويل.
وقد خلصت اللقاءات التأطيرية والتكوينية التي نظمت في الأسابيع الماضية، أن ما يحتاجه نظام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة نواذيبو هو الانسجام التام والتناغم الكامل بين القوى السياسية الموالية للنظام، والعمل الجاد على نشر خطاب سياسي يعرف بالمكاسب والمنجزات، ويواجه دعايات التشويش والتشهير المضللة التي انتهجتها بعض الأطراف السياسية الفاقدة للشعبية، وخاصة في الأوساط الهشة والمهمشة،
حيث انحاز هذا النظام لهذه الفئات بالعمل الملموس، والانجاز المحسوس، على نحو غير مسبوق، فجعلها عنوانا لمأموريته الأولى بامتياز. ( مأمورية التآزر ).
* المحور الثاني: ترتيبات إدارية مميزة ومرنة
*
استطاعت السلطات الإدارية في المدينة بإشراف الوالي وحاكم المقاطعة أن تجعل التحضير للزيارة مسؤولية الجميع عبر إشراك الجميع بمرونة وشفافية، حيث وجدت الساكنة المحلية والفاعلين الاقتصاديين في المدينة ذواتهم في هذا الزيارة الرئاسية الهامة الساعية إلى الإطلاع على المشاكل المطروحة في الولاية عن قرب،
و تم رسم خطة عملية لحلحلة هذه المشكلات، حيث كلف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في مجلس الوزراء المنعقد في المدينة على هامش الزيارة لجنة وزارية شُكلت خصيصا لها الغرض.
علاوة على ذلك، نجحت السلطات الإدارية أيضا في إتاحة الفرصة لمجموعات متنوعة مثلت الجميع في طرح المشاكل بمكاشفة وصراحة في لقاء مفتوح مع فخامة رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة استمر حتى ساعات الفجر الأولى.
قبل استكمال هذه السطور، يجدر التنويه إلى ضرورة لفت الانتباه إلى ملف ملح وهام، يبدو أنه سقط سهوا في خضم هذه الترتيبات، هو ملف التشغيل، إذ لم تتم تسمية وزيرة التشغيل ضمن اللجنة الوزارية المعنية، فوضعية شباب المدينة الذي يعاني من البطالة في مدينة تستقطب العمالة الأجنبية بشكل كبير، تعمل أساسا في القطاع الخاص.
هذا فضلا عن بعض التظلمات داخل مؤسسات عمومية. التي تستوجب النظرَ والمراجعة والإنصاف.
وإجمالا، فقد برهن الشباب عن استعداده التام لتحمل المسؤوليات الوطنية لستكمالا لمسار البناء والتشييد والتنمية في جو ديمقراطي سماته الأساسية، الإستقرار السياسي والانسجام الاجتماعي .
أحمدو ولد محمد فال ولد أبيه
مستشار جهوي عن حزب الإنصاف