إن ما يشهده عالم الالكترونيات والتطور التكنولوجي في مجال الرقمنة المذهل والسريع لا يجعل أمام الدول اليوم خيارا غير الإسراع في دخول هذا المعترك بالسرعة المطلوبة وبالضمانات العلمية المؤمنة لذلك.
وقد علمتنا التجربة ان الدول التي بادرت بخوض هذا الغمار لما ظهرت بوادر النواميس الأولى لعالم تقنيات الاتصال هي اليوم التي تتربع على عرش السبق والتطور التكنولوجي.
العالم اليوم عالم التقنيات بامتياز فكل شيئ أصبح يعمل الرقمنة. فكل الآلات والوسائل التي يستخدمها الإنسان مرقمنة وتعمل طبقا لتطبيقات وبرامج إلكترونية.
وجاء الذكاء الاصطناعي ليدفع الأمر إلى حد الذهول والدهشة حيث أصبح يقترح لك كل شيئ تحتاجه يكتب لك التقارير ويقرض الشعر ويعطيك خيارات الشعور والفعل الذي يجب أن تقوم به أصبح يفكر نيابة عنا ويقوم بالأعمال بنيابة عنا.
إنه في الحقيقة شيئ لم يكن يخطر على بال لكنه اصبح واقعا معيشا. وفي هذه الحالة لم يكن أمام المرأ من بد في الدخول في هذا المعترك ومن بابه الواسع. وإن تأخر ولو بقليل لن يدرك الركب لأن التطور سريع جدا جدا ولن يتوقف برهة.
وتيرة السرعة لا تترك التفكير ولو لدقيقة فالبدار البدار اذا ما أردنا أن نساير ركب التطور والنماء والا فإن العالم الذي هيأ نفسه وضمن لها مركبة في هذا القطار سيذهب عنا بعيدا ولن يكون بقمدورنا اللحاق به مهما فعلنا.
هذا ليس خيارا وإنما واجب والتحدي فيه قد يكون اما ان نكون أو لا نكون. وحين لا يكون أمامنا سوي هذا فعلينا أن نكون.
الأمر أكثر دهشة مما نتصور ولنجرب ونقوم بتجربة اختبار الذكاء الاصطناعي فسنري وسندرك جيدا أن الأمر في الحقيقة مدهش.
قد يجد القارئ وهو يقرأ هذا الموضوع في نفسه ميلا كليا اوجزئيا الي شطط الطرح لكنه حين يجرب قد يخرج برأي أكثر ميلا إلى الامبهار والدهشة العميقة.
لا خيار وحين تغيب أو تفقد الخيارات فإن الجبر تبقى هي المسيطرة.
ونحن هنا في نفس الحالة التي تغيب فيها الخيارات نظرا للواقع الذي سردنا.