قرأت تدوينة للرئيس محمد جميل ولد منصور، شكر من خلالها السياسيين والإعلاميين والمدونين والمحامين التونسيين الذين وقفوا في وجه زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونوه جميل بدور من سماهم بالناشطين في إشارة إلى الذين وقفوا في الأماكن العامة منددين بالزيارة، وطالب في نهاية تدوينته بمحاكاة الأسلوب التونسي لمنع هذه الزيارة متهما ولي العهد بالوقوف وراء عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي عجز كل الحقوقيين - بمن في ذلك الأتراك - عن توجيه أصابع الاتهام إليه!
للشارع التونسي رأيه، وللشارع الموريتاني رأيه، قد نخطئ ويصيبون وقد نصيب ويخطئون، لأن الاختلاف قانون طبيعي تمليه أشياء كثيرة...
تصوروا معي لو أن الحكومة الموريتانية تقدمت إلى البرلمان بمشروع قانون يتعلق بالمساواة في الميراث، ماهي الطريقة التي كان الشارع الموريتاني يعبر بها؟
كان على جميل أن يتعرض لهذه المسألة ويقارن بين أسباب الاختلاف بين الشعبين الشقيقين، وحري بإسلامي مثله أن يقيّم وجهات نظر الشعوب بناء على مواقفها تجاه الثوابت الدينية، وأن لا يقيّمها بناء على مفهوم حقوق الإنسان الذي نؤمن به من زاوية إسلامية، ونحتكم إليه من ذلك المنظور، ونعتبر كل تجاوز للاعتبارات الإسلامية هو تصور خارج عن تلك الحقوق بما في ذلك مسألة المساواة في الميراث...
*محمد ولد سيدي عبد الله*