أسدل الستار منذ أسبوعين على الانتخابات الرئاسية وخرجت موريتانيا منها منتصرة، رغم بعض التحركات الشاذة عن الإجماع الوطني.
و خرج فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مرفوع الرأس رغم النتائج غير المناسبة مع الجهود التي بذلها في ضم وجلب الكثير من الساسة الذين كانوا في صف المعارضة إلى جانب ما يحظي به من دعم ومساندة لدى أحزاب الأغلبية وعلى رأسها حزب الإنصاف؛ هذا فضلا عن الدعم الاجتماعي الواسع ومساندة القوى الاقتصادية والإدارية و الغالبية العظمى من النخب الإعلامية والثقافية في البلد.. بل ورغم ما حققه من إنجازات اقتصادية واجتماعية أنقذت الدولة الموريتانية من الإفلاس ومكنت شرائح واسعة من الإستفادة من المال العام وتحسين ظروفهم المعيشية والصحية.
لقد كان الالتفاف الاجتماعي حول فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني واضحا وإن كان أداء القادة السياسيين ورجال الأعمال ومن استفادوا ماديا من العهدة السابقة دون المنتظر منهم، خاصة في العاصمة نواكشوط وفي نواذيبو ولعصابة..
وإذا كانت ولاية اترارزة أعطت نسبة من الأصوات معتبرة إلا أنها قدمت لبيرام أكثر من نصف النسبة العامة التي حصل عليها في اقتراع 29 يونيو المنصرم. فجاءت اترارزة في المرتبة الخامسة من نسب التصويت للغزواني؛ وبقي الحوض الشرقي كما كان مساندا للرئيس وقدم أهله ما هو متاحا في ظروف مناخية صعبة وتحت " همسات" الحالة الأمنية في الحدود مع الجارة مالي..لقد حاول بعض أعداء النظام استغلال هذه الوضعية إلا أن سكان الحوض وقادته رفضوا التعاطي مع دعواتهم واستمروا في التصويت للغزواني، و كانت النتيجة ستكون أكبر لو لم تكن وسائل الحملة شحيحة والدعم المادي للحملة يكاد يكون معدوما.
إن المأمورية السابقة كانت مأمورية استتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على الهدوء والسكينة والأمن وإعادة الهيبة للدولة و لممتلكاتها والابتعاد برئاسة الجمهورية عن الشبهات ، ورفع تصنيف البلد سياسيا واقتصادية وأمنيا..وإعداد البلد للعبور الآمن من الأزمات والاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة في المأمورية الثانية.
كان نجاح فخامة الرئيس في العهدة السابقة كبيرا إلى حد بعيد ..وكما أعلن فخامته في برنامجه الانتخابي فإن المرحلة الحالية تتطلب أسلوبا آخر ورجالا من طينة أخرى. رجال لا تلهيهم المكاسب الشخصية و لا التجارة و الجشع ولا النزوات القبلية والفئوية، عن خدمة الدولة والمواطن وتحقيق العدالة..بعبارة أخرى رجال غير فاسدين ولا مفسدين.
العهدة الحالية ينبغي أن تجعل المواطن هدفا وغاية: بتحسين القدرة الشرائية للمواطن ، و العمل على تطوير سياسة التشغيل والتكوين والدمج بعيدا عن المحسوبية والزبونية والولاء والانتماء السياسي أو الاجتماعي..
وهذا ما تم إجماله في رسالة الترشح وفي البرنامج الانتخابي في عبارة او مفهوم (مكافحة الفساد).
ومن المعلوم أن الفساد معيق للتنمية وللتقم. وهو آفة تعاني منها الكثير من دول العالم. وهو إلى ذلك، مفهوم شاسع ومتنوع وأساليب مكافحته متنوعة كذلك. ولا بد من تحديده ومعرفة حدوده والسياسة المتبعة في شأنه.
لا أشك في أن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني صادق في نيته وإرادته في محاربة الفساد، وسعيه للإقلاع بالبلاد..
وثقة الموريتانيين فيه أنه سينجح في مأموريته هذه.. وأسأل الله له التوفيق والنجاح والسداد.