أمم ولد بيباته أو أمم ولد حماه الله كما نعرفه نحن طلاب مدرسة الزراعة فى كيهيدى ENFVIAكفاءة وطنية فى مجال الزراعة إذ أنه مهندس زراعي صاحب تجربة
كان يدرسنا فى التسعينيات مادة( زراعة ألارز/ تطبيق) فكان ياخذنا صباحا إلى مزارع ألارز الممتدة على طول ضفة النهر قبالة كيهيدى ولربما ذهب بنا إلى سد (فم لكليته) فى حصص تطبيقية كأنها تكوين عسكري
يصطحب كل طالب زيا خفيفا من قطعتين قميص صغير وسروال ينتهى عند الركبه
( نغمس) فى حقل الارز كفريق ضفادع لاينقصنا سوى ( النقيق) فرؤوسنا وحدها خارج الماء من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء
حصص رهيبة وصعبة سببت ( أدرص) للكثير منا ناهيك عن الضربات الشمسية ولدغات الحشرات والبلهاريسيا وغيرها
إن المسار لكى يصبح الارز جاهزا طويل مؤلم ومعقد
ننزع الحشائش طوال فترة ( العزق) بايدينا فلا قفازات ولا وسائل وقاية من أي نوع
حقا الارز نبتة مائية بامتياز
تزرعها فى حوض مغمور بالماء تسقيها بالماء تنظفها بالماء تنضجها بالماء تاكلها و( تصيفطها) إلى جوفك بالماء
كان استاذنا أمم وزير الزراعة الحالى رجلا خلوقا صبورا عارفا بمنهنته نظريا وتطبيقيا وكان كريما معنا فى الميدان وعند توزيع درجات الاختبارات والامتحانات
صارم بهدوء وهادئ بصرامة
يعاملنا كإخوة واصدقاء وليس كطلاب
كان يملأ علينا حوض سيارة المدرسة التى تقلنا نحو الحقول ب(امبور لحطب) و( كرته) ويتوقف فى السوق لنتزود بما ثقل حمله وخف ثمنه من المقتنيات الشخصية
أمم يقود وزارة تدخل فى صميم تخصصه فهو مزارع بالهواية مهندس زراعي بالشهادة
يعرف ميدانه أرضا وماء وبذورا وسمادا وآليات وهو ميدان خدم فيه لعقود من الزمن راكم فيها تجارب طويلة وخبرات غنية