أظهر معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي قدرات كبيرة في التميز والارتقاء..ففي ظرف وجيز استطاع التسلق إلى مراتب عليا..وقد تكون هذه القدرة التي تنم عن ذكاء كبير وراء الكثير من العداء الذي واجهه من قبل ( الدولة العميقة) والساسة وقادة المجتمع..ولأننا لا نقدر القدرات الشخصية و لا نستثمر فيها كان لا بد أن نسم أي شخص قادته تلك الصفات إلى تبوئ المناصب العليا وفرض المكانة التي استحقها عن عمل وجدارة، أن نسمه ونصفه بأبشع الصور ، كأن نقول إنه لم يحصل على ما حصل عليه إلا بالتملق والنفاق والرشوة بل والسحر والدجل..خرج من مساءلة ما سمي ملف العشرية سليما وبرأته العدالة ولكن البعض أصر على اتهامه بدون بينة..
عكس ما يحصل في مجتمعات ودول تستثمر في القدرات البشرية وتعتني بها وتخلق فرصا لتنمية المواهب وتشجيع المبادرات الشخصية: في هذه الدول رأينا المهاجرين تبوأوا أعلى المراتب وأصبحوا رؤساء وقادة أحزاب رغم أنهم هاجروا من أوطانهم وهم نكرة، لا أحد يلتفت إليهم..
أما وقد اختار رئيس الجمهورية السيد المختار ولد اجاي وزيرا أول في هذا الظرف الحساس فلنترك له الفرصة ولنشجعه على إظهار مهاراته في القيادة والتسيير كما أظهرها من قبل .
لم يكن الرجل سياسيا حين بدأ الخدمة في الدولة مستشار لوزيرة التعليم ثم مديرا عاما للضرائب ..ولم يكن منهمكا في قبيلة تمن عليه باحتضانه والترويج له، ولكنه حين دخل الحلبة التفت إلى كل الجهات واختار منها الأصدقاء ..وكان يحب الصداقات ويدافع عنها..جريئا وحاسما في قراراته و صريحا في آرائه.. وتلك صفات حميدة ..
فلننصف الرجل ونتركه يعمل..فالوقت وقت العمل والجد والصرامة.
أتمنى له التوفيق