تمر غدا الذكرى الثانية لرحيل الأمير عثمان ولد المختار ولد أحمد عثمان الملقب "إجه"، الذي رحل عن دنيانا الفانية في 17 أغسطس 2022.
لقد مثلت وفاة الأمير عثمان فاجعة كبيرة في قلوب محبيه، وخلّفت وراءها فراغًا عميقًا في حياة من عرفوه، في جميع ربوع الوطن .
توفي الأمير ولد عثمان في إسبانيا بعد صراع مع المرض لكنه بقى محفورا في ذاكرة خالدة في قلوب من أحبوه، سواء من الذين عاشوا معه أو من الأجيال التي جاءت بعده.
كان الأمير رمزًا للمجد والسيادة، وقدوة للتواضع والرحمة، فقد بكي على فراقه الجميع، بكى الشيخ والصبي والأرامل واليتامى كما بكته "إركيبه" وكل من عرفه، لأنه كان بالنسبة لهم أكثر من قائد، كان أبًا حانيًا، ومعلمًا مخلصًا، وصديقًا نادرًا للكل وبدون إستثناء.
تأثرت حياة الكثيرين بالأمير عثمان كقائد كأمير سخي عابدٍ رحيم قدّم نموذجًا فريدًا من السيادة والقيادة الرشيدة وإصلاح ذات البين ، حيث كان دائم التواضع، قريبًا من الناس، متفقدًا لأحوالهم، ومشجّعًا على الخير والإيثار.
كان يحمل في قلبه هموم الضعفاء والمحتاجين، ولم يكن يدّخر جهدًا في سبيل تحسين أوضاعهم والذود عنها .
عندما نُقل جثمانه إلى مقبرة "كندره" كان وِداعه مشهدًا مؤثرًا، شارك الموريتانيون من جميع طبقات المجتمع في مراسم الدفن تعبيرًا ألمهم وعن احترامهم وتقديرهم للأمير الراحل إجه الذي قدّم الكثير من القيم والمودة ومحبة معالي الأمور بين الناس .
ورغم غيابه الجسدي، إلا أن حضوره ظل راسخًا في ذاكرة الناس، حيث عاشت مآثره وأفعاله الطيبة.
اليوم تظل الذكرى الثانية لوفاته، وهي مناسبة لتجديد العهد بمبادئه وقيمه، فلقد ترك الأمير عثمان إرثًا عظيمًا في عالمنا، ليس فقط من خلال أعماله ومساهماته، بل أيضًا من خلال تأثيره العميق على النفوس، وسيتذكره الموريتانيون والتاريخ دائمًا كرمز للحكمة والرحمة، كقائد نبيل عمل بجد من أجل تحسين حياة الآخرين، وساهم بفضل قيادته في رسم صورة مشرقة لمجتمعه.
رحم الله الأمير عثمان ولد المختار ولد أحمد عثمان، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ذكراه مصدر إلهام للأجيال القادمة.
نوح محمد محمود